في شهر رمضان المُبارك لعام 2023 وفي العشر الأواخر منه تحديدًا،عاش الشعب السوداني معاناته الكبرى.
والتي ما زالت مستمرة إلى الآن ، إثر صراع القوات المسلحة السودانية (الجيش) ومليشيا قوات الدعم السريع، بعد تمردها على الجيش في محاولة للاستيلاء على نظام الحكم في السودان.
إنه يوم تاريخي صاغ امجاده (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )
كانت الكرامة وستبقى عصية لمن ينال منها فكانت على موعد مع النصر بعد خوض معركة حامية الوطيس،داخل قيادة الجيش،انتصر فيها الحق على الباطل والمقاوم على المغتصب ولقنته درسا لن ينساه ما دام حيا، وبإعتراف قادته وقادة العالم بأن الجيش السوداني ليس كغيره من الجيوش فمنتسبوه لا يهابون الموت بل يحبونه ،كما يحب غيرهم الحياة.
جيشنا يضحي ويجود من اجل ارضه واستقلاله وحريته بأغلى ما يملكه الانسان وهي الروح..
لذلك صنعوا وسائرون في طريق هذا النصر المؤزر الذي تعطشنا اليه وعليه منذ بداية الحرب،
فكانت التضحيات نقطة تحول فاصلة ومهمة في تاريخ القوات المسلحة السودانية ، ومرحلة تاريخية مشّرفة جعلت من السودان انموذجاً للبطولة ويبقى الوطن الأشمّ وارضه ارض الحشد والرباط ،ويسير ضباط وجنود جيشنا الأبطال، على السير على خُطى من سبقوهم من الابطال قادة وجنوداً.
جاءت هذه المعركة لاعادة صياغة التاريخ من جديد لتحقيق النصر الذي سوف يتحقق بهمة رجال صدقوا الله فصدقهم الله ،شهداء بذلوا أرواحهم من أجل كرامة الوطن والمواطن دفاعاً عن كرامتهم بعد معارك حامية الوطيس،لقنوا العدو درساً قاسياً.
ابطال الكرامة الذين سالت دماؤهم الطاهرة الزكية على ثرى السودان الطهور هم الشهداء شهداء المعركة الأبطال الذي كرمهم الله بما صنعوا و نستذكر هذا النصر الكبير العظيم ونعيش معه.
لا ننسى ابطالنا، الذين استشهدوا ،في اللحظات الأولي ارتقت ارواح ما يقارب ٣٥ من الشهداء الأبطال ،جيش قدم وما زال يقدم الشهيد تلو الشهيد دفاعاً عن كرامة الأمة السودانية.
يأتي رمضان هذا العام بهذه الذكرى والوطن يمر في ظروف استثنائية لم يمر به من قبل ، حرب تجاوزت كل الخطوط الحمراء، ارتكب فيها العدو جرائم لم تحدث في تاريخ البشرية جمعاء.
نسأل الله لجيشنا في هذه الأيام النصر والثبات، لتحرير الوطن من كل مرتزق.
شهداء حاكوا قصص بطولية فريدة من نوعها تحدث عنها العدو قبل الصديق معترفاً بهزيمة نكراء في مناطق عديدة، لم يشهد لها مثيل في تاريخ الحروب.
يقول احد قادة مجموعات العدو (لم أر في حياتي جيشاً كهذا) .
فشهداء الوطن الذين رووا بدمائهم الزكية الطاهرة كل بقعة حاول العدو الوصول إليها.
وتم طرده منها لشهدائنا كل واحد منهم قصة بطولية وصوّلة رجولية ، كانت عنواناً لمجد تشوّق إليه السودانيون وتعطّشت له الأرض فارتوت بنجعيهم الزكي الطاهر .
الشهداء من خيرة الأخيار في قواتنا المسلحة الباسلة قدمت صوراً مشرّفة من البطولة والفداء والتضحية والإيثار ليبقى الوطن عصيا على الأعداء،فأعطوا وأجزلوا العطاء ، وجادوا بما لم يجود به غيرهم فكانت عطاياهم التي صنعتها إرادتهم من أجمل العطايا وأروع الهدايا
أيها الأبطال أحييكم تحية أكبار لا تقف عند حد وتقديراً لا يعرف نهاية، وأولئك الذين سقطوا في ساحات الوغى بعد أن أهدوا إلي وطنهم أنبل هدية وأعطوا أجزل العطاء.
رحم الله شهداءنا واسكنهم في الفردوس الاعلى،وشفي الجرحي،وفك الله اسر المعتقلين،ونصر الله المرابطين.
(نصر من الله وفتح قريب)