الجمعة, أغسطس 8, 2025
الرئيسيةمقالاتبيان عسكري سياسي ..للبرهان من داخل وزارة الداخلية.. ...

بيان عسكري سياسي ..للبرهان من داخل وزارة الداخلية.. بقلم/ د.إسماعيل الحكيم..


كان صارماً وواضحاً في ذات الوقت فقد بعث الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة برسائل قوية خلال اللقاء التنويري الذي نظّمته وكالة السودان للأنباء “سونا” لوزير الداخلية ضمن برنامج عودة مؤسسات الدولة والمواطنين لولاية الخرطوم. حيث أكد أن معركة استرداد الخرطوم من قبضة المليشيا المتمردة لم تكن طريقًا مفروشًا بالورود ولا أمراً عادياً ، بل كانت معركة حاسمة دفع فيها الوطن أغلى التضحيات.
البرهان وهو يستحضر مشهد التحرير، أشار بوضوح إلى أن “تحرير الخرطوم لم يكن أمرًا سهلاً، فقد ارتقى مئات الشهداء في سبيل ذلك”، في إقرار صريح بحجم الكلفة البشرية التي تكبّدها الجيش والشعب على السواء. وجاءت هذه العبارة لتؤكد أن الدماء التي سالت لم تكن عبثًا، بل كانت مهرًا لاستعادة العاصمة من يد المليشياالمتمردة .
ولم يكتف القائد العام بسرد وقائع النصر، بل وجّه رسالة سياسية مباشرة، حين فنّد أكاذيب المليشيا التي زعمت انسحابها الطوعي من الخرطوم، مؤكدًا أن خروجها لم يكن إلا تحت وطأة القوة العسكرية والهزيمة الساحقة دون أن تكون هناك أي مساومة أو صفقة. وهذه الإشارة حملت دلالات استراتيجية، مفادها أن الدولة ماضية في خيار الحسم العسكري حتى “دحر آخر جندي من المليشيا”، وأن باب التفاوض في شأن سيادة الوطن مغلق تمامًا أمام الضغوط والمساومات.
وفي الجانب المدني من خطابه، وضع البرهان الأمن في صدارة أولويات إعادة الحياة إلى الخرطوم، معتبرًا أن “أول ما يستحق الدعم هو توفر الأمن، فلولاه لن تعود الحياة إلى طبيعتها وبهذا أحيب أن البرهان قدّم رؤية واضحة لمرحلة ما بعد التحرير، تربط إعادة الخدمات وإحياء النشاط الاقتصادي والاجتماعي بترسيخ الأمن والاستقرار. كما وعد بتقديم العون والمساندة بما يعكس إدراك القيادة لاحتياجات المواطنين النفسية والمادية في هذه المرحلة الحساسة من تشكل الحياة في السودان ..
خطاب البرهان لم يكن حديثاً في مناسبة رسمية، بل كان بمثابة بيان سياسي – عسكري، يحدّد الموقف الرسمي من الحرب والموقف اللاحق للنصر. فقد جمع بين الاعتراف بحجم التضحيات، ونفي الروايات المضللة للعدو، ورسم خريطة الطريق لمرحلة ما بعد التحرير، مع التأكيد على أن المعركة لم تنته بعد، وأن النصر الكامل يتحقق بإزالة آخر جيب متمرد من أرض السودان بإذن الله تعالى..

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات