الجمعة, أغسطس 8, 2025
الرئيسيةمقالاتمعاناة أهل الفاشر بسبب حصار قوات الدعم السريع للمدينة لأكثر من عام...

معاناة أهل الفاشر بسبب حصار قوات الدعم السريع للمدينة لأكثر من عام بقلم/ أحمد أبوه – المحامي

تعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية نتيجة الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم الظروف والاوضاع الإنسانية والمعيشية للسكان العزل. يعتبر الحصار أحد أبرز مظاهر النزاع المسلح المستمر في السودان، والذي يعكس الآثار الجسيمة للصراع الدائر بين القوات المختلفة.

الأسباب وراء الحصار:

يعود سبب الحصار إلى الصراع القائم بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وكما هو معلوم، فإن الفاشر لها أهمية استراتيجية وموقع جغرافي يحظى بأهمية سياسية. نتيجة لذلك، تسعى كل جهة لتحقيق أهدافها العسكرية والسياسية في المنطقة، مما يؤدي إلى تعرض المدنيين إلى تداعيات هذا الصراع إذا ذلك تعرض المدنيين لظروف قاسية لا مثيل لها تتمثل في الآتي.

النقص في الاحتياجات الأساسية:

١/ يعاني سكان الفاشر من نقص حاد في المواد الغذائية، حيث أصبحت الأسواق فارغة من السلع الأساسية. الحصار أوقف تدفق المساعدات الإنسانية والموارد الغذائية، مما جعل الكثير من الأسر تواجه المجاعة. وفقًا لتقارير محلية، ودولية، تصل معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء إلى مستويات كبيرة ومقلقة. حيث أصبح الغذاء في كثير من الأحيان ترفًا، ويضطر الأشخاص والأسرة إلى دفع أسعار مرتفعة للحصول عليه دا حيث بلغ جوال الزرة لمبلغ خرافي يتراوح بين أربعة مليون الي خمسة مليون تقريبا.

٢/ للأوضاع الصحية المتدهورة:

تتدهور الأوضاع الصحية بسرعة البرق في المدينة. فمع عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية، يجري تفشي الأمراض والاوبئة وتزايد الإصابات للمدنيين الناتجة عن النزاع بسبب القذف العشوائي تجاه الأحياء المدنية. حيث إغلاق العديد من المستشفيات، مما يجعل من الصعب على المرضى الحصول على الرعاية الصحية اللازمة. تكاد تكون لا توجد اي مشفي صحي يعمل بالمدينة ومع غياب الدعم، يواجه العديد من الأطباء والممارسين الصحيين تحديات كبيرة في تقديم الخدمات الصحية، للمواطنين العزل٠

٣/ الأبعاد النفسية والاجتماعية:

الحصار لم يؤثر فقط على الجوانب المعيشية والصحية، بل ترك أثارًا نفسية عميقة على السكان. يشعر الكثيرون بالخوف وعدم الاستقرار، مما يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية. الأطفال، الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من السكان، يعانون من آثار الحرب المستمرة، لما شاهدوه باعينهم من فظائع وانتهاكات إنسانية بليغة حيث تفقد الكثير من عائلاتهم الأمل في العيش بسلام.

٤/ التحرك الدولي والمساعدات الإنسانية:

رغم الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية، فإن الوصول إلى الفاشر يبقى صعبًا بسبب الأوضاع الأمنية. يجب على المنظمات الإنسانية والحكومات الدولية بذل المزيد من الجهد لإيقاف هذا الحصار الجائر بحق المدنيين، أو علي الاقل إنشاء ممرات آمنة للإغاثة، لضمان تلقي السكان المساعدات التي يحتاجون إليها.

في الختامً:

إن معاناة أهل الفاشر نتيجة حصار الدعم السريع تعكس واقعًا إنسانيًا مريرًا يتطلب تحركًا سريعًا من المجتمع الدولي والمحلي. تجب إعادة التفكير في آليات دعم السكان وتأمين احتياجاتهم الأساسية، وتصعيد الجهود لإنهاء النزاع والعودة إلى حياة من السلام والاستقرار. يجب ألا تُترك أصوات المعاناة في الفاشر بدون استجابة، لأن الإنسان هو دائمًا في مقدمة الأولويات.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات