في وقت تتزايد فيه أوجاع السودانيين في مصر، وتعلو أصواتهم بالشكوى من الإهمال والخذلان، يبرز سؤال جوهري: هل يفعلها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، من باب “الرجالة” والنخوة السودانية، ويقيل السفير “عدوى”؟
ليس من المبالغة القول إن سفارة السودان في القاهرة تحوّلت إلى عبء على المواطن لا عونًا له. بدلاً من أن تكون بيتًا لكل سوداني يعاني من ويلات الحرب والتشرد، أصبحت ملكية خاصة لشلّة مقربة من السفير، لا تفقه في العمل الدبلوماسي ولا تؤمن برسالة السفارات في رعاية الجاليات وحماية مصالحها.
السودانيون في مصر يُهانون، يُهمّشون، يختفون، يمرضون، يتسولون العون — ولا حياة لمن تنادي.
لا لجنة طوارئ، لا رعاية للطلاب، لا متابعة للمفقودين، لا تدخل في الحالات الإنسانية، ولا حتى فتح أبواب السفارة لاستقبال الشكاوى.
السفير “عدوى” غائب عن المشهد، حاضر فقط في اللقاءات الرسمية والتقاط الصور. ترك الجالية تواجه مصيرها وحدها، بلا سند أو صوت، وكأن السفارة كُتبت باسم عائلته أو أصدقائه، وليس باسم السودان.
فإلى متى هذا العبث؟
وإلى متى هذا الاستهتار بكرامة شعب يموت في الشتات بصمت؟
نحن لا نطلب المستحيل.
نطلب فقط أن تكون هناك سفارة حقيقية تمثل السودانيين، لا مزرعة صغيرة يديرها موظفون بلا ضمير، وشخصيات لا تعي حجم المسؤولية.
البرهان أمام لحظة اختبار حقيقية:
هل يفعلها؟
هل يستجيب لصوت الشعب في الخارج؟
هل يُقيل من خان الأمانة وتخلّى عن دوره؟
هل ينتصر لكرامة الجالية السودانية في مصر، وهي تُذل يوميًا بصمت رسمي مخجل؟
آخر الكلام:
إن لم يفعلها البرهان، فمتى؟
وإن لم تُطهر سفارات السودان من هذا التسيّب والشللية، فكيف نبني دولة بعد الحرب؟