الأربعاء, أغسطس 20, 2025
الرئيسيةمقالاتصراع الجاليات السودانية في المهجر…. ...

صراع الجاليات السودانية في المهجر…. بقلم /طارق المادح

《《 .. مع تزايد هجرات السودانيين إلي خارج الوطن وانتشارهم في أرجاء المعمورة في الخليج ، أوربا، أو أمريكا.الخ .انتشرت ظاهرة الجاليات كاستجابة اجتماعية تمارسها غالب الجنسيات بهدف خدمة شؤونهم الداخلية، ومعالجة هموم اوطانهم وكذا كوطن بديل يعيضهم عن وطنهم.الأم . وبتفاعل الجاليات مع تلكم المبادىء نجد بعضاً منها قد حقّق نجاحاً في خدمة أوطانهم الأم، ونجاحاً لا بأس به في وطنهم البديل.. دول المهجر..إلاّ أنّه في الأونة الأخيرة طفت علي السطح ظواهر جدّ منفرة في عدد مقدر..من الجاليات السودانية ..طفت ظاهرة الصراع فيما بينها..تجد ذلك في بعض مدن أمريكا، وأوروبا ، وكندا ،ودول الخليج …الخ بل بلغ بهم التشرذم وشهوة الشقاق أن تجد للسودانيين جاليتان أو ثلاث في مدينة واحدة. ؟! وبعض منها احتدم صراعها إلي شكوي المحاكم مما أدي إلي تجميد عملها ؟! ،وجلّ هذه الجاليات إذ لم يكن بكاملها قد نشأت ككتلة واحدة في بداية نشأتها..إلاّ أن هناك عوامل متداخلة أزكت نار الخلاف للدرجة التي جعلت طموح كل وطني نزيه لا يتجاوز انتماؤه لجالية موحدة..فقط.. دعك أن تحقق انجازاً في المهجر أو الوطن الأم….؟!! قبل عدة أشهر كنت أحادث عدداً من أصدقائي المتناثرين في بلاد المهجر عن تفشي ظاهرة الانشقاقات.
ومن غرائب الموافقات أن أصدقائي الأربع رغم تباين وجودهم بين الخليج وأمريكا وكندا وأوربا قد أجمعوا على أن أسباباً بعينها أدت لهذا الصراع كان الانتماء السياسي من الأسباب الأوفر حظا ،وفي السنوات العشر الأخيرة طفت علي السطح التحيزات العنصرية والقبلية، وبعض منها التطرف الأيدلوجي بين اليمين واليسار.،..مع اعترافهم بأنّ كلّ ما ذُكر يعدّ من الأسباب الكلاسيكية ..إلاّ أنّ أصدقائي المهجريين المخضرمين الأربع أجمعوا على.أنّ أخطر هذه الأسباب وأكثرها فتكاً بالجاليات هي التي تنطوي علي( حظوظ النفس ..بحب التسلط والفرعنة، والهوس بالسلطة …والبحث عن نجومية اجتماعية زائفة). وهي إحدي أعراض الانتهازية المتحورة التي تخلق من صاحبها ألف وجه وصوت ولون فتسري في داخلة توهما كأنه رئيسً لدولة، وما بقية أعضاء جاليته إلاّ وفدا مرافق لسيادته؟! وفي غمرة سكرته بسلطته المتوهمة التي لا تعدو عالم المجموعات الافتراضية(قروبات الوتساب ) وبعض الأغرار التبّع .فيتجاوز المعقول وماعُلم بالضرورة من أساسيات العمل العام ظناً منه أنّ الكيان أو المؤسسة أو الجالية إحدي مقتنياته الخاصة ؟!!.وهي انتهاك صارخ للمؤسسية ناهيك عنه!!…لا تستشعر بشاعته بطانتهم الغافلة لأنّها لا تعلم لما لا تعلم ؟! للدرجة التي ألهمت البعض بقولهم أُبدلنا استبداد أوطننا السياسي باستبداد اجتماعي في مهجرنا بتسلط رؤساء الجاليات ؟! فأتعس به من مصير..؟ !قال محدثي اُبتلينا في إحدي دول أوربا برئيس جالية من أولئك النفر(المبتلين بحظوظ النفس والتسلط ) ولبشاعة صنيعه مع أعضاء جاليتنا أكسبنا تعاطفاً مع ساستنا الذين أوردوا بلادنا المهالك ..أن لا فرق بين رئيس جاليتنا في مهجرنا وأولئك الساسة المدمرون . وكأنهم حملوا جرثومة مناقصهم السودانية من بلدهم الأم إلي مهجرهم فلم ينهلوا من أدبيات مهجرهم الأوربي احترام القانون والمؤسسية .والديمقراطية ..!؟ هذا فضلا عن منقصة مزمنة ظلت وثيقة الصلة بالشخصية السودانية وهي عدم المبادرة بالحسم عند بداية حدوث تجاوز او خطأ إداري والتغافل عنه (بالتبسيط او البساطة )السودانية..فتتراكم مثل هذة السلبيات المتغافل عنها .مما يغري بعض رؤساء الجاليات المتسلطين وانصارهم بمزيد من (الفرعنة)ولو ألزموا أنفسهم مبدأ التفويض والمتابعة وتطبيق قواعد المؤسسية لأغناهم ذلك عن ذلل وخلاف .. بعد مسامراتي التأملية مع أصدقائي المهجريين كدنا أن نجزم أنّ فشل التعامل مع السلطة هي حالة سودانية خالصة ليست حكرا علي غالب الساسة فحسب بل تصيب بعض نشطاء المجتمع وإن كنا نرجو غير ذلك؟!، .مع العلم نحن السودانيين ينقصنا الكثير إذا ما قورنا بالجاليات الأخري ..فقد بلغت جلّ الجاليات الأجنبية في بلاد المهجر .شأوا عظيما في التنظيم والتعاون مثالاً لا حصر: الهندية، الفلبينية ،الصينية، المغربية ،المصرية .اليمنية .. بتقديم ماهو مفيد لأوطانهم ومهجرهم … فبلادنا تنتظر منا الكثير سيما بعد حرب أبريل 2023 م .مما يحض علي التعاون والتكامل والترفع عن الصغائر والإنحياز للمصلحة العامة . . ومن غرائب أحوالنا نحن السودانيين نلحظ إيجابية عطاء جالياتنا الإقليمية أكثر من جالياتنا القومية…؟! فتجد في بلاد المهجر علي وجه المثال لا الحصر والتحديد جالية أو رابطة أبناء (المحس ،دنقلا،دارفور …الخ) أكثر ترابطا وتعاوناً فيما بينها في المهجر وكذا عطاءهم المثمر لأهلهم في السودان في مدنهم وقراهم من بناء مدارس أو مشافي، أو مساعدة محتاجين … الخ ..علي عكس ما يسمي بالجاليات السودانية القومية التي ترفع شعار المبادئ الوطنية الكبري؟! تجدها قد أخفقت في الحفاظ علي مطلبها الأول وحدة كتلتها الاجتماعية.؟!..قاتل الله حظوظ النفس التي دمرت الأوطان والمهجر وليس من بارقة أمل ترجي إلاّ بنشر التوعية بالحقوق والواجبات فالانجاز يتحقق بالمحبة والتسامح والتعاون لا التنافر .وكان مختتم حديث الأصدقاء وعدهم لي بإتاحة معلومات عن شأن الجاليات في المهجر..تعيننا علي المزيد من الفهم بهدف النقد البنّاء الذي يُجنّب الجاليات الصراع والشقاق ..نواصل في الحلقات القادمة عرض مسيرة مختلف الجاليات السودانية في دول المهجر بمقال خاص .ان شاء الله.. نواصل

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات