الجمعة, أغسطس 8, 2025
الرئيسيةمقالاتمسافات… ...

مسافات… جدية عثمان


عندما يترجل رئيس الوزراء من سيارته، ويقف أمام أبناء شعبه في أرض غربة، مبتسما وملقيا السلام، فذلك لعمري ليس مجرد تصرف بروتوكولي أو حركة عابرة، بل هو تجسيد حيّ لأخلاقنا السودانية التي نشأنا عليها، ولتربيتنا التي تجعل من السلام عنواناً، ومن الودّ جسراً، ومن التواضع سلوكاً أصيلاً. نحن أبناء السودان، حيث يصنع الناس الحب.. “الناس في بلدي يصنعون الحب كلامهم أنغام و لونهم بسام و حين يتقابلون ينطقون بالسلام و عليكم السلام ”.
زيارة رئيس الوزراء كامل إدريس إلى جمهورية مصر العربية، وإن كانت في ظاهرها زيارة سياسية لتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فإنها في عمقها حملت روح السودان الخالصة روح الذين اغتربوا زمنا لكنهم لم يتركوا الوطن وراءهم، بل حملوه في قلوبهم وملامحهم وكلماتهم. تلك اللفتة البسيطة أن يقترب من أبناء شعبه أمام أحد مقاهي القاهرة ويحييهم بود هي في حقيقتها رسالة أمل أن الوطن ليس أرضا فحسب، بل هو دفء العلاقات وهو الاحترام المتبادل بين القائد والمواطن، وهو الحلم الذي لا يموت بالعودة والبناء.
إنها دعوة لأن نرى الأشياء بعيون الوطن، وأن نعيد اكتشاف قيمنا الجميلة التي تجعلنا مهما ابتعدنا نظل نحب السودان كما لو كنا نعيش في قلبه وأن نؤمن أن الغد يمكن أن يكون أجمل إذا اجتمعنا على المحبة والعمل.
مسافات… جدية عثمان
لندن.. 8 أغسطس 2025

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات