في زمن تتزاحم فيه التحديات وتكثر فيه المبررات، يظل القائد الفعّال هو الذي يترجم المسؤولية إلى إنجازات على الأرض، لا إلى شعارات في الهواء.
اليوم، ونحن نرى التحول الملموس في نظافة مدينة القضارف، نجد أنفسنا أمام نموذج قيادي يستحق التقدير والاقتداء، وهو مدير هيئة نظافة القضارف، الذي استطاع بفكره العملي، وحسن إدارته، وحزمه، أن يُحدث فرقًا واضحًا في فترة وجيزة.
فمنذ توليه زمام المبادرة، تحركت فرق النظافة بانتظام، أُزيلت تراكمات الأوساخ من الأسواق، نُظّفت الخيران، واستعادت الساحات العامة ملامحها الجميلة. لم يعد المشهد هو ذلك الإهمال الذي اعتدناه، بل انضباطٌ وحرصٌ على أن تكون المدينة في أبهى صورها.
إن هذا المستوى من الأداء لا يأتي مصادفة، بل هو نتاج قيادة واعية تعرف كيف تحفّز فرقها، وتتابع التفاصيل، وتبني خطة واضحة، ثم تلتزم بتنفيذها بلا تهاون. لذلك، فإننا نوصي بالمحافظة على هذا النهج، وعدم السماح بالتراجع، لأن النظافة ليست حملة موسمية، بل هي سلوك مستمر وثقافة يومية.
كما نوجّه رسالة إلى بقية المسؤولين في ولاية القضارف: اقتدوا بهذا النموذج، واجعلوا من إداراتكم منصات للإنجاز، لا مكاتب للشكاوى والتبريرات. فإذا كان مدير هيئة النظافة استطاع أن يُحدث هذا التغيير في مجاله، فإن كل مسؤول يمكنه أن يغيّر مجاله هو الآخر، إذا توفرت الإرادة الحقيقية وحب العمل.
إن ولاية القضارف تستحق أن ترتقي، وأن تزدهر، وأن تكون مثالًا للمدن السودانية في النظام والنظافة والخدمات. ولن يتحقق ذلك إلا إذا تكاملت الجهود، واتحدت الرؤية، وسار الجميع في طريق الإصلاح والعمل الجاد.
القائد الذي يصنع الأثر لا يعمل وحده، بل يبني فريقًا ووعيًا… وهذا ما نراه اليوم في هيئة نظافة القضارف.