هشاشة قلب
قلبي هشٌ كزجاج نافذةٍ قديمة،
تُزهرُ فيه الريحُ عند كلّ لحظة،
يتمايل مع كلّ نسمةٍ،
ويحاول التماسك
في مواجهة الزمان،
لكنّه لا يلبث أن يرتجف
عند أول كلمة حنين.
كلّ همسةٍ منه تجرح،
كلّ نظرةٍ تترك ندبة،
وكلّ وداعٍ يترك خلفه فتحةً
واسعةً من الألم
مرّت عليه يدُ الزمن،
تخدشه وتترك عليه آثار الخيبة،
وتخيط شروخًا عميقةً من انتظارٍ لا ينتهي،
ورغم كلّ ذلك، بقي قلبي كما هو،
شفافًا،
كما لو أنني ما زلتُ أرى الحياة
بعينين بريئتين،
عينين لم تغلقا أبدًا،
عينين تخافان أن تفوتهما لحظة
أملٍ في هذا العالم المظلم.
حاولتُ أن أغلفه بابتساماتٍ زائفة،
بصمتٍ يبدو كالحجارة،
بتعابير وجهٍ تُخفي الحقيقة،
وبظلالٍ من لا مبالاةٍ يلفّها البرد،
لكنّ الخذلان كان دائمًا هنا،
يتسلسل إليّ كأشعة
فجرٍ باهتةٍ من بين ثغرات الأمل المطفأ،
لا يرحل أبدًا،
يترك قلبًا يتشظى مع كلّ لحظة يمرّ فيها.
أخبروني في كل مرّةٍ أن القلوب لا تنكسر،
أنها تعود كما كانت بعد أن تلتئم الجروح،
لكن كيف يمكن لقلبٍ أن يشفى،
إذا كانت الجروح تتجدّد مع كلّ ذكرى؟
كيف تلتئم روحٌ كانت تظن أن الحبَّ سيتكفل بترميمها،
لكنّ الحقيقة أن الحبّ كان يدًا ترتعش بين الأنقاض،
كلما اقتربت منها، كانت تلك اليد تزداد ضعفًا،
لا تعرف إن كانت ستلتئم أم ستغرق في الظلام.
أنا هشٌ كضوء شمعةٍ في قلب العاصفة،
كظلّ أوراقٍ يرقصها الريح
على رصيف الوحدة،
كلما اقتربت من النهاية، شعرت أنني أضعف،
لكنني رغم كلّ ذلك، ما زلتُ أؤمن،
أن هناك جمالًا في الكسور،
أن تلك الفجوات التي تتركها الأوجاع،
تصنع الفجر،
تصنع الضوء،
حين تلامسها يدُ الأمل.