•ﺍﻟﺮﻗﻰ ﺍﻷﻧﺴﺎﻧﻰ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﻭﻣﻌﺎﻣﻼﺕ.. ﻭﺳﻤﻮ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺷﺪﺍﺋﺪ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺻﻌﺐ ﺃﻣﺘﺤﺎﻥ ﻟﻠﻨﻔﺲ الإنسانية.. ﻫﻞ ﻫﻰ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﻬﺎ الشفاه..؟؟ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﻳﻘﻴﻦ، وﻫﻞ ﺗﺪﻋﻰ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ..؟؟ﻫﻞ ﺗﻌﺸﻖ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ…؟؟ ﻫﻞ ﻫﻰ ﻧﻔﺲ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻣﺢ والغفران، وﻫﻞ ﻳﺮﻕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﺪﻣﻌﺔ ﺑﺸﺮ..؟؟ ﻫﻞ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ والضعيف..؟ ﻫﻞ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ.. ﻭﻫﻞ ﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻇﺎﻟﻤﺎ..؟ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺤﻖ ﻓﻠﻦ ﺗﻘﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻈﻠﻢ الآخرين ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﻧﻔﺴﻚ.
•ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻫﻰ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ..ﻭﻟﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻘﺎ ﺇﻻ ﻓﻰ ﺇﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺤﻦ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺄﻟﻢ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺃﻧﺖ ﻓﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺑﺤﻖ ﺻﺎﺩﻕ ﺃﻡ ﻣﺨﺎﺩﻉ….؟؟ ﺗﺼﺪﺭ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺣﺮﻭﻑ ﻭ ﺃﺩﻋﺎﺀ ﺃﻥ ﻭﺍﺟﻬﺘﻚ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻚ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﺒﺎﺩﺋﻚ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﺳﺘﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ..ﺃﻥ ﺳﺎﻣﺤﺖ ﻭﻋﻔﻮﺕ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﺴﺎﻣﺤﺎً..ﺃﻥ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺒﺪﺃ ﺣﻖ ﻭﻗﻠﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻛﻨﺖ ﻓﻌﻼ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ…ﺃﻥ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺻﺪﻳﻘﺎً أو اخاً ﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻢ ﺗﺒﺨﺴﻪ ﺣﻘﻪ ﻓﺄﻧﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻖ، ﺃﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﻟﻢ ﺗﺤﻮﻟﻬﺎ ﻷﻓﻌﺎﻝ ﻓﺒﺌﺲ ﺍﻷﻳﻤﺎﻥ…!!! ﻓﻠﺘﻜﻦ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻰ ﻗﻮﻟﻚ ﻭ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﻚ ﻭ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻚ لتسمو ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﺤﻦ، ﻭﺃﻥ ﺃﻟﻤﺘﻚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﺄﻣﺘﻠﻚ ﺯﺍﺩ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﺄﻧﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺃﺟﻌﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻨﻬﺠﻚ ﻭﺍﻷﻣﻞ ﻃﺮﻳﻘﻚ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺷﻌﺎﺭﻙ ﻭﺃﺳﻤﻮ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻓﻮﻕ ﻣﺤﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻧﺒﻊ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ ليفيض ﻓﻰ وريدك نهر عطاء ..!!
لكن للآسف الشديد
نقيم اليوم في عهد تكسرت فيه القيم، وتغيرت فيه النوايا، وتبدلت فيه الوجوه، فأصبحنا نكاد لا نميز الحق من الباطل، ولا الصادق من المنافق. هنالك أناسٍ صنعوا الخير، ثم باعوه على أرصفة الشهرة، وكم من قضايا تبناها البعض لا لوجه الله، بل لوجه الكاميرا والمجالس والبرامج
فصرنا نرى الكذب سبيلاً، والنفاق سلماً، والتشهير وسيلة لفرض الحضور. تسرق الأعمال، ويسرق الجهد، وتنسب لأصحاب النفوذ أو من يجيدون فن التمثيل على الشاشات، بينما أصحاب القلوب البيضاء يذوبون في الظل بصمت رهيب، حتى أصبحنا نعيش في زمنٍ يزور فيه التاريخ، وتلفق فيه الحقائق، ويباع الضمير كما تباع السلع الرخيصة.. أين الضمير والأخلاق…؟ أين الدين..؟ أين الحياء من الله…؟! ثمة اسئلة تبحث عن إجابات شافيه ولا تفسير لكل هذه المآلآت.. حتى صرنا نتحدث عن الخير في المجالس، ونُكثر من العزومات والمناسبات والتصوير، لكن متى كان الخير يحتاج لكاميرات…؟ ومتى صار التبرع أو زيارة مريض أو إصلاح ذات البين، إعلاناً مدفوعاً يبحث عن لايك أو متابعين… ؟ أليس من العار أن نري الناس صورة غير حقيقتنا؟! أليس من العجب أن ينقلب المعروف تجارة، والعبادة شهرة، والإخلاص سلعة موسمية…؟! أين نحن من قوله تعالى: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً) ما نعيشه اليوم هو فتنة، فتنة المال، فتنة الكرسي، فتنة الشهرة… وكلها زائلة، فهل نفيق قبل أن يقال عنا: كانوا هنا ثم رحلوا، ولم يتركوا إلا صورا وكلمات فارغة… ؟ علينا أن نعيد ترتيب أولوياتنا، أن نعيد للخير هيبته، وللعمل الصالح سره، أن نغرس شجرة لا تُثمر لنا اليوم، بل تظلل غيرنا غداً. الدنيا فانية، ولا يبقى إلا العمل الصادق، ولا تكتب عند الله إلا النية الخالصة، فلنخلص النية، ولنعمل بصمت، ولنعد إلى كتاب الله وسنة رسوله، ففيهما النور والهداية، والعبرة والبصيرة. ولنجعل من كل يوم نعيشه فرصة لبناء أثر لا يمحى، وذكرى لا تنسى… افيقوا يرحمكم الله.. فالتراب بانتظارنا، والعمل الصالح هو الزاد.