.التصريحات التي ادلت بها، دكتورة / مريم الصادق المهدي..بقناة الجزيرة أمس الاول عن الجيش بقولها ( الجيش السوداني جيش وطني واستعاد كرامة الشعب السوداني وانا احترم الجيش اكثر من الدعم السريع ونحن لسنا جزء من كيان صمود .الخ.. ….) وغيرها من التصريحات التي لا تتسق مع صمتها مدي عامين .!!؟.عن جرائم الدعم السريع ضد المواطنين العزل..ومثل هذة التخريجات ليست جديدة علي العقل السياسي الذي يدير حزب الامة منذ أكثر من خمسين سنة …فقد ظل الحزب العريق في غالب معادلاتة السياسية يريد أن يجمع بين عسل السلطة وشرف المعارضة!!؟..مما جعل الحزب مربكا للحلفاء والخصوم معا…بعد ثورة أكتوبر 1964م وانقلاب مايو 1969م وتكوين الجبهة الوطنية المتحدة والمصالحة الوطنية 1977م(الحدث الأكبر الذي تجلي فية ما ذكرنا)..ثم مناورات الحزب بين الأضاد في الديمقراطية الثالثة..1986م مما أدي إلي تذمر قيادات بالحزب مثل إدريس البنا وغيرهم و عجل بانقضاض الجبهة الاسلامية علي السلطة. وذات الارباك تم استدعاءة .بعد انقلاب الانقاذ .في التجمع الوطني الديمقراطي ولقاءات اسمرا والقاهرة.ببداية التسعينيات .تفاصيل كثيرة تشهد علي ذلك ..ثم تطبيع الحزب مع نظام الإنقاذ..بعودة تهتدون مما جعل الحزب .فيما بعد .يشارك الانقاذ بأولاد الصادق المهدي .عبدالرحمن الصادق مستشارا للرئيس البشير والصديق ضابطا بجهاز امن البشير ..ويعارض الانقاذ ببنات الإمام الصادق ..(مريم ) .. وبشيخوخة عهد الانقاذ قبيل سقوطها بشهرين كاد حزب الامة قاب قوسين أو أدني من المشاركة في السلطة حسب تصريح القيادي الأنصاري (ابراهيم منعم منصور)رحمة الله…وفي ظل متلازمة الارباك و الارتباك بين الثنائيات (عسل السلطة وشرف المعارضة )انشق واعتزل عدد من قيادات حزب الامة بدءا من خلافات الإمام الهادي واحمد المهدي مع السيد الصادق المهدي وكذا صراعات الإمام الصادق مع رئيس الوزراء الأسبق محمد احمد المحجوب ثم انشقاقات أبناء الإمام الهادي المهدي ومبارك الفاضل واعتزال وانزواء عدد من المخلصين مثل عبد الرسول النور رحمة الله وغيرهم …وتثاؤب فاعلية أمثال دكتور ابراهيم الأمين وعبد المحمود أبو .وغيرهم الكثير وما ذلك إلا أن الحزب العتيق تقلص من القومية والمؤسسية الي الأسرية الضيقة وبعد انتصار ثورة ديسمبر 2019م والمرحلة الانتقالية في طفولتها خطب السيد الإمام /الصادق المهدي معنفا او معرضا واصفا رموزها بأنهم (نشطاء لا قادة سياسيين) وفي ذات المرحلة بعد عام واحد كانت دكتورة/مريم الصادق ضمن تروس القوي المدنية.وزيرا للخارجية فأبدي قطاع من قاعدة حزب الامة عدم رضاءهم عن آدائها فضلا عن الخصوم.. وبأنقلاب البرهان علي الحكومة الانتقالية كانت مريم الصادق بالضرورة ضمن الكربلائيين الذين تباكوا علي ضياع الانتقالية وحق لها ..مما جعلها تخوض مع الخائضين مع مجموعة قحت او تقدم التي أرادت أن تسترد سلطتها المسلوبة من الفريق البرهان حتي ان دعا ذلك للتحالف مع (الدعم السريع )مقابل اخفاء او إبطاء تقارير فض أعتصام القيادة. الملف المؤرق للدعم السريع جنائيا ودوليا .وهنا يكمن خطل التقدير والخطأ الاستراتيجي للقوي المدنية ..كيف لها ان تأمن التحالف مع قوي عسكرية غير منضبطة وليست لها قوانين و أدبيات مهنية تحكمها .وفي هذا الموقف كان ينبغي أن تقول مريم ما قالت به أمس الاول ان(الجيش مؤسسة وطنية تستعيد كرامة الشعب السوداني و نحترمها اكثر من الدعم السريع ).لكن وللاسف خاضت مريم الصادق مع قحت في كل تفاصيلها ورافقتهم في كل رحلاتهم الخارجية وفي ذات الوقت صرحت شقيقتها زينب الصادق مبررة احتلال الدعم السريع لبيوت المواطنين بحجة الاحتماء من طائرات الجيش مما جعل منزل الإمام/ الصادق المهدي رمز الديمقراطية. في الملازمين ملاذا آمنا للدعم السريع ؟؟!! فتأمل ؟! .فضلا عن العقيد الصديق الصادق المهدي أحد أركان كيان صمود حاليا …وبعد عام من اندلاع حرب أبريل2023 فجأة يتذكر الفريق / عبدالرحمن الصادق المهدي أنة ضابط بالقوات المسلحة ويظهر في وسائل التواصل بزيه العسكري يتفقد بعض المواقع في العاصمة .ثم تأتي خطوة رئيس حزب الامة المكلف اللواء برمة ناصر بأنضمامة لجماعة نيروبي وعبدالرحيم دقلو وعبدالعزيز الحلو مما دعا بعض كوادر حزبة بتسفية قدراتة والتشهير بعدم كفاءتة وكأنهم تعرفوا علي برمة ناصر بالأمس ولم يعلموا بنقاط ضعفة سلفا وبين ظهرانيهم عدد من الكفاءات.كدكتور ابراهيم الأمين وعبد المحمود أبو مثالا لاحصرا . فالمرافعة او الحجة التي ظل الحزب يبرر بها مدي مسيرتة الطويلة في تعليقة علي المخالفين و المشاركين في السلطة او التحالفات الخارجية انها تمثل اشخاصهم وليست مؤسسية الحزب لم تعد هذة الحجة مقنعة ربما تكون في بعض اوجهها ما هي الا تصريف أدوار ومهام.. تندرج في ذات معني متلازمة(عسل السلطة وشرف المعارضة) .فالناظر للخارطة السياسية من عل …يجد أن لحزب الامة ممثلا في كل الكيانات التي تسيطر علي الساحة السودانية الآن.. مريم وشقيقها صديق في صمود ،وبرمة ناصر مع جماعة نيروبي، وعبدالرحمن مع الجيش وبرهان،…وكما يتبادر بداهة ان انشقاق قحت الي صمود ونيروبي ما هو إلا بحث عن انتصار سياسي للقوي المدنية في مقابل هزيمتهم عسكريا في العاصمة وبعض ولايات السودان وكأنهم ارادوا ان يرسلوا رسالة للفريق البرهان اما ان تتفاوض مع صمود باعتبارهم الخيار الناعم بالتي هي أحسن !! او الرضا بنتائج جماعة نيروبي. بالتي هي أخشن..؟! .ولنعد لتصريح مريم الصادق أمس الأول الذي تفتق فجأة نتيجة لتأملاتها الوطنية الملهمة : ان ( الجيش هو مؤسسة وطنية استعاد كرامة الشعب السوداني ) فليس في الأمر غرابة اذا استحضرنا المتلازمة الانفة الذكر(عسل السلطة وشرف المعارضة)نجد أن الفريق عبدالرحمن الصادق المهدي بحكم وجودة بالقوات المسلحة ومرافقتة للبرهان قد اشتم رائحة شواء السلطة وتقسيم اطباقها الشهية فأخبر اسرتة بذلك وبالضرورة اولاهم مريم فأرادت ان تلحق بركب موائد السلطة.ومن ثم يمكن إدخال بقية اخوتهم المتعاطفين مع الدعم السريع سابقا (زينب وصديق) تدريجيا من الباب الخلفي حتي يتقبلهم الشعب السوداني شيئا فشيئا. في العهد الجديد بعد تمكن الجيش من زمام الأمور ..نعم قد تكون هناك شبهة قديمة تقول بضعف ذاكرة الشعب السوداني لكن ليست بهذة الدرجة(الزهايمرية).!!؟ ومما يجب أن تستشعرة كل القوي السياسية في السودان (جيش ومؤتمر وطني وقوي مدنية أخري تقدم او صمود) ان حرب أبريل 2023م العنيفة التي طحنت الشعب السوداني طحنا في الأرواح والممتلكات والبني التحتية قد خلقت سيكولوجية مختلفة للسودانيين ليست كسابق عهدها من تسامح وتغافل فما عادت دواخلهم المنهكة تحتمل مثل هذا الاستهبال والاستعباط السياسي ولا قداسة لأسماء بيوتات ما عادت تطرب اتباعها دعك عن عامة الشعب.!!.رغم ذلك يظل التعافي الوطني والمصالحة قيمة عليا اذا ماقرنت بسودنة العدالة الانتقالية ومحاسبة الجناة. ..الا ان هناك معضلة الكبري تواجة الفريق البرهان الآن ..فهو كسياسي وحاكم قد تقودة المعادلات السياسة لمحاورة القوي المدنية لكنة بذات الوقت يتخوف من حالة الغثيان و السخط الشعبي تجاة القوي المدنية التي ظلت صامتة عامين علي انتهاكات الدعم السريع بل وترتجف شفتها بأن تتفوة بكلمة واحدة تدين بها الدعم السريع وظلت تتخفي خلف عبارات هلامية خجولة (.لا للحرب ،..واخيرا بقولهم نناشد طرفا الصراع الجيش والدعم السريع ).!!؟وهذا مالم تضع له القوي السياسية اعتبارا وخاصة حزب الامة .باعتبار قيمتة التاريخية اذا ما قورن بغيرة.. فالإمام الصادق المهدي رحمة الله ان تتفق او تختلف معة الا انة ترك مساحة شاغرة .في شتي المجالات فقد كان يمارس المعارضة ما شاء له أن يفعل لكن ما ان تلامس معارضتة تخوم امن وسلامة الوطن كان لجاما لأنفعالاتة متمثلا الحكمة السودانية (الفش غبينتو. حرق مدينتو) ..فقد أدرك الإمام الصادق منذ انقلاب الانقاذ 1989م ان وضع السودان اقليميا وعالميا أشبة(بثور هائج في بيت من خزف ) ..وكذا تتضح القيمة الوطنية الكبري التي كان يتحلي بها الإمام عبدالرحمن المهدي رحمة الله قبيل استقلال السودان الذي جعل قلبة وحزبة مأوي وثيرا لكل السودانيين وتنازل عن كل شيء حتي يرتفع علم السودان حرا مستقلا.. ..ان الضرورة تقتضي بعد نهاية الحرب ان يعود الحزب العتيق لصياغة كيانة من جديد فكرا وتنظيما ورؤي استراتيجية من خلال مؤسسية جامعة…تسهم في بناء السودان الجديد اجتماعيا ثم سياسيا..فما عاد السودان كسابق عهدة ارضا وانسانا..حفظ الله البلاد والعباد