الثلاثاء, مارس 11, 2025
الرئيسيةمقالاتميثاق الحيرة .. مؤامرة على السودان بثمن بخس .. ...

ميثاق الحيرة .. مؤامرة على السودان بثمن بخس .. بقلم د. إسماعيل الحكيم.


تحالفت مليشيا الدعم السريع مع بقايا الكيانات السياسية المأجورة التي تحمل لافتات مثل “تقدّم” و”لا صعود”، في مشهد يكشف عن أقصى درجات الارتزاق السياسي، لعقد ميثاق مشؤوم في دولة كينيا المشؤومة ، بهدف تشكيل حكومة موازية للحكومة التي يترأسها الفريق البرهان.. مقابل دراهم مدفوعة للأحزاب والأفراد المشاركين في هذا الإحتفال الرخيص . وهذا التحرك لم يكن خطوة سياسية خاطئة، بل هو مؤامرة مكتملة الأركان تستهدف تفتيت السودان وشعبه وتسليم قراره الوطني إلى أيادٍ خارجية، في مقابل حفنة من الأموال تُوزع على مرتزقة السياسة كما توزّع الرشى على السماسرة.
وكلمة الميثاق في اللغة مأخوذة من الجذر الثلاثي “وثق”، وهي تحمل معاني الثقة، والتواثق من ناحية ، والالتزام المشترك بين الأطراف المتعاهدة من ناحية أخرى . لكن عندما يكون هذا “الميثاق” مبنيًا على الخيانة للأرض والبيع الرخيص للوطن، فإنه لا يعدو كونه ورقة لا قيمة لها ، كتبها خونة، ومولتها أجهزة استخباراتز، واحتضنتها كينيا المأجورة، ليكون غطاءً سياسياً لمليشيا مارقة دمّرت المدن وقتلت الأبرياء وعاثت في أطهر البلاد فسادا متعمدا وتخريبا مقصودا .
لماذا كينيا ؟ ولماذا تُستخدم هذه الدولة مرة بعد أخرى كحاضنة لمخططات تستهدف السودان؟ ببساطة، لأنها كانت ولا تزال محطة لمن يريدون شراء الولاءات وصناعة كيانات وهمية تُلبس الخيانة لباس السياسة . فالذين اجتمعوا هناك لم يفعلوا ذلك من أجل السودان، بل من أجل مصالح شخصية وأجندات دولية ، تنفذ عبر جيوب المنتفعين الذين باعوا كل شيء مقابل حفنة من المال الحرام .
ونعلنها من هنا لن يحكم السودان من يأخذ شرعيته من الفنادق، ولا من يشتري المواقف بالدولار، ولا من يرتهن لأجندات أجنبية تُنفذ عبر وسيط كيني مأجور . ومن يريد حكم السودان، فليأتِ إلى الشعب، فليواجه الناس في الأسواق والشوارع، في القرى والمدن، وليطرح مشروعه أمام الجماهير، لا في كواليس المؤامرات.
إن السلطة لا تُشترى بالدراهم، ولا تُفرض عبر البيانات المدفوعة الثمن، ولا تُكتسب بميثاق كُتب على موائد المرتزقة. الشرعية في السودان تُستمد من الشعب، والشعب وحده.
إن السودان لمن لا يعرفه ليس سلعة تُباع، ولا ورقة تُستخدم في مساومات السياسة الدولية. ومن راهن على دعم أجنبي أو ميثاق مأجور ، فقد خسر الرهان قبل أن يبدأ. فالتاريخ لا يرحم الخونة، والشعوب لا تنسى من باعها، والسودان لن يُحكم إلا بإرادة أبنائه الأحرار، لا بأموال مشبوهة تدفعها جهات تعمل على تمزيقه.
الكلمة الأولى والأخيرة ليست لمن وقّعوا في نيروبي، بل خلد موقفاً وطنياً في جغرافيا السودان الوطن ولمن يقفون في الميادين يتوشحون الموت دفاعاً عن المقدرات والمقدسات السودانية ، لمن ضحوا بدمائهم الزاكية الزكية ، لمن يدافعون عن وحدة السودان وسيادته دون من أو أذى . والتاريخ لن يكتب النصر القادم بإذن الله إلا باسمهم فهم أولى به من غيرهم .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات