على خلفية الحرب التي اندلعت بصورة مفاجئة في منتصف أبريل من العام ٢٠٢٣م حدثت جرائم وكوارث مؤلمة فاقت التوقعات .. في مقال سابق تطرقت الى اي مدى فقدنا نعمة الامان وتفرقت بنا السبل فقدنا اناس اعزاء البعض استشهدوا ورحلو رحيلا ابديا والبعض رحلوا وهاجروا الى فجاج الارض باحثين عن نعمة الامان التي فقدوها داخل وطنهم .
لكن مالم نألفه من قبل هو ان تدخل الى بيتك عصابة مدججة بالسلاح في الثلث الاخير من الليل وتجد الاسرة غارقة في نوم عميق فتقوم بايقاظهم واحدا تلو الاخر وتهديدهم تحت قوة السلاح ثم تقوم بنهب مقتنياتهم الشخصية وكل ما يملكونه من مال الى جانب ذلك التعدي ومحاولة الاعتداء على الفتيات بالاسرة .
هذا ما حدث بكل هذه التفاصيل لاسرة بسيطة لم تسعفها الظروف للنزوح ومغادرة الخرطوم لانهم يسكنون في اكثر المناطق امنا بولاية الخرطوم في محلية كررى تحدثت والدة الفتيات انهم ترجوا العصابة ان تاخذ كل شئ وتترك الغرفة التي يرقدن بها البنات لكنهم اصروا على كسر الباب ودخلوا للبنات وعندما حاول والدهم المقاومة ضربه احدهم على رأسه بخلفية السلاح ليفقد بعدها الوعي تماما . وقالت ان البنات تم حفظهن بلطف الله بمجرد دخول ثلاثه منهم على البنات سمعنا صوت الآذان ونسبة لقرب المسجد من البيت اخذوا المسروقات اجبرونا على النوم وغطوا وجوهنا وطلبوا منا عدم الحركة وفروا هلربين .
هذه الحادثة تركت اثرا نفسيا بالغا على الاسرة خاصة الاطفال والفتيات . نحن كجيران لهذه الاسرة المكلومة لم نستطيع تقديم اي مساعدة سوى بعض عبارات الاسي ودعواتنا لهم بان يعوضهم وينتقم من هؤلاء المجرمين . بل اتخذنا كل اساليب الحيطة والحذر لعدم تكرار ما حدث لهذه الاسرة وقامو الشباب بعمليات تمشيط وحراسة للحي ليلا .. الجدير بالذكر ان هده الاسرة فتحت بلاغ ولا زال البحث جاريا عن مجرمين مجهولين .
لكن ما حدث نهار الامس١٢ فبراير ٢٠٢٥م لاحدي السسترات التي تعمل في مستشفي النو هي جريمة نهب منظمة بكل المقاييس وهى عملية سطو من نوع اخر وحدثت نهارا جهارا وتحت مسمع وبصر المارة والموجودين في الشارع تم تهديدها من قبل ثلاثة شباب حسب شهود عيان لا تتجاوز سنواتهم العشرين وظلت تصرخ وتتوسل للمارة للنجدتها ولكن لا حياة لمن تنادي ؟ وظلت هذه الطبيبة تقاوم وتجري فوجدت بابا مفتوحا ودخلت ولكن المجرمين دخلوا خلفها واسقطوها ارضا وتم خنقها ونزع شنطتها وتلفونها .. وفرو هاربين ايضا لم تستلم فركدت خلفهم فاستل احدهم سكينا ولكنها ظلت تطاردهم لوحدها حتى توارو عن الانظار .. هذه قصص حقيقية وليست افلام خيالية وكلها كوووم . ولكن ماذا حدث لهذا الشعب الذي نعرفه شعبا يتميز بالمرؤة والشهامة والنخوة ماذا حدث لنصل لهذه المرحلة التي انعدمت فيها الرحمة والإنسانية ؟ وهل هذه هي افرازات الحرب التي فقدنا فيها نعمة الامان لدرجة الخوف من ردة فعل المجرمين ؟ وهذا يعني اذا تدخلت يترك المجرم ضحيته فتكون انت الضحية الثانية ؟ وهذا ان دل انما يدل على تقاعس دور الشرطة والمباحث المركزية في مكافحة الجريمة وحسم الفوضى التي عمت البلاد بعد حرب ١٥ ابريل . نحن نعيش في محلية كرري من اكثر الاماكن امنا في ولاية الخرطوم ولكن انفلت الامن بظهور جرائم الخطف والنهب والتهديد التي تضاعفت بوتيرة متسارعة خلال هذه الشهور .