الجمعة, أكتوبر 31, 2025
الرئيسيةتقارير✦ كُلُّنا الفاشر ✦ ...

✦ كُلُّنا الفاشر ✦ وِلَايَةُ نَهْرِ النِّيلِ تُعْلِنُ التَّعْبِئَةَ العَامَّةَ وَالاسْتِنْفَارَ إعداد الإعلاميَّة/ عبير نبيل محمد الدامر – نهر النيل


﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾


لحظة فاصلة من عمر الوطن

في لحظةٍ فاصلةٍ من عمر الوطن، حين اشتدَّت رياحُ الفتنةِ على ربوعِ السودان، وارتفعت صيحاتُ النساءِ في الفاشر، وارتجفت الأرضُ تحتَ وقعِ القذائف، أعلن والي نهر النيل الدكتور محمد البدوي عبد الماجد أبو قرون التعبئةَ العامةَ والاستنفارَ الشعبيَّ، إيذانًا بمرحلةٍ جديدةٍ من الصمودِ والمواجهة، لا تعرفُ المهادنةَ ولا التراجع.

نهرُ النيل — هذه الولايةُ الهادئةُ بقلوبِ رجالِها — أعلنت اليوم أنَّ السكونَ انتهى، وأنَّ صوتَ الوطنِ يعلو من الشمالِ إلى الغرب، من الدامرِ إلى الفاشر، ليقول للعالم أجمع:

“كُلُّ أَجْزَاءٍ لَنَا وَطَن، وكلُّ شبرٍ منه أمانةٌ في أعناقِنا.”


نداء وطنٍ موحَّدٍ

ليس إعلانُ الاستنفارِ مجرَّدَ قرارٍ إداريٍّ أو تعميمٍ أمنيٍّ؛ بل هو نداءُ وطنٍ واحدٍ موحَّدٍ، تسكنه الفاشرُ الجريحةُ وتلبي نداءَه نهرُ النيل بكل أبنائها.
فالفاشرُ لم تَعُدْ معركةً في الجغرافيا فحسب، بل أصبحت رمزًا لصراعِ الكرامةِ والوجود، حيث يختلط الدمُ بالتراب، ويكتبُ التاريخُ صفحةً جديدةً من بطولةِ الإنسانِ السوداني.


كلمة والي نهر النيل

قال والي نهر النيل ورئيس اللجنة الأمنية:
“لن تهدأ لنا بالٌ حتى نحرّرَ كلَّ شبرٍ دنّسه الأنجاس.”

كلماتٌ لا تُلقى عبثًا، بل تأتي من قلبٍ يعرفُ معنى التضحية، ويعي تمامًا أنَّ الوطنَ لا يُحمى بالشعارات، بل بالعزائمِ والرجال.

فحين دعا إلى فتحِ معسكراتِ التدريب، ووجّه بتعطيلِ الدراسةِ لعشرةِ أيام، لم يكن يُوقف التعليم، بل كان يُعلِّم الأجيالَ درسَ البقاء وحقَّ الدفاع عن الأرض والعِرض.


ضدّ الفتنة لا ضدّ الوطن

إنَّ إعلانَ التعبئةِ العامةِ ليس موجَّهًا ضدَّ أحدٍ من أبناءِ الوطن، بل ضدَّ الفتنةِ التي أرادت تمزيقَه، وضدَّ الخيانةِ التي باعت سلاحَ الشرف، وضدَّ المليشياتِ التي زرعت الموتَ في الأسواقِ والمنازلِ والمدارس.

فحين تُقتل الفاشر، يُطعن قلبُ السودان كلُّه،
وحين يُستنفَر أهلُ نهرِ النيل، ينهضُ الوطنُ بأكملِه دفاعًا عن نفسه.


قوافل الدعم والوفاء

لقد سيَّرت ولايةُ نهرِ النيل أكثرَ من مئةٍ وتسع قوافلَ دعمًا للقواتِ المسلحةِ والقواتِ المساندةِ في كلِّ الجبهات، ولم تتوقف ولن تتوقف.

لأنَّ المعركةَ اليوم ليست بين شرقٍ وغرب، ولا بين شمالٍ ووسط؛
بل بين الوفاءِ والخيانة، بين من يزرعُ الحياةَ ومن يوزّعُ الموت.


تلاحم الولايات والقلوب

وفي هذا المشهدِ المهيب، تتلاحم المدنُ والولايات — الفاشر، الخرطوم، نهر النيل، الجزيرة، كردفان، وشرق السودان — جميعُها تصطفُّ على خطٍّ واحدٍ من الخطرِ والصبر.
فكلُّها ذاقت ألمَ النزوحِ والفتنة، وكلُّها تُقاومُ بصوتٍ واحدٍ يقول:

“لن نفرِّطَ في هذا الوطن، فكلُّ أجزائه نحن، وكلُّنا له درعٌ واحدٌ وسيف.”


نداء الفاشر واستنفار الوطن

سلامٌ على الفاشرِ التي تقاتل نيابةً عن الأمة،
وسلامٌ على نهرِ النيل التي تعبِّئُ الروحَ قبل السلاح،
وسلامٌ على الخرطومِ التي ما زالت واقفةً رغم الجراح،
وسلامٌ على كلِّ أمٍّ زغردت لابنها الشهيد،
وعلى كلِّ يدٍ مُدَّت لتبني لا لتدمِّر.

إنَّنا اليوم أمام نقطةِ تحوُّلٍ تاريخية،
حيثُ الشعبُ نفسه يصبحُ الجيش، والجيشُ يصبحُ الشعب،
والنداءُ يخرجُ من المساجدِ والمدارسِ والأسواقِ والبيوت:

“انهضوا… فقد نادت الفاشر، واستنفر الوطن!”

وسيظلُّ نداءُ نهرِ النيل شاهدًا أنَّ السودانَ واحد،
وأنَّه لا مكانَ للانهزامِ في قاموسِ هذا الشعبِ العظيم.


سلامٌ وأمانٌ… فالعَدلُ ميزان


توقيع لا يُنسى

أنا الرسالةُ حين يضيعُ البريد،
أنا الفكرةُ حين يهربُ الحرف،
أنا البصمةُ على وجهِ النار…
امرأةٌ من حبرِ النار.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات