في تسعينات القرن الماضي سيطر الإخوان المسلمين علي الحكم بالبلاد بذريعة حماية الدوله من الإنهيار والتفتت وللدفاع عن العقيدة والوطن ومساندة القوات المسلحة في حربها ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة المناضل D.Jone قرنق ديمومبيور
………..
. صدر المرسوم الجمهوري رقم (40) في 7-11-1989م بعد أقل من 5 أشهر من إنقلابهم بإنشاء الدفاع الشعبى كقوة موازيه للجيش السوداني بدايةً كان الإلتحاق بالمعسكرات طوعيه(كررى،المرخياتسوبا،بالخرطوم ،كوستي، الابيص عطبرة،ومدني…. )
………..
. نسب قولاً لقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان آنذاكGarang مفاده أنهم سيشربون القهوة في شندى والمتمّه عندها مباشرة تحولت الخدمه الطوعيه إلى إجباريه تحسباً للتهديدات الصادرة من قادة الحركة الشعبيه
……….
جراء ذلك أدخل فيها (طلاب الجامعات+ والثانويات) والحقت بلوائح صارمه من ضمنها لايسمح بإستخراج الشهادات أوالسفر خارج البلاد إلابعد إكمال فترة 24 شهراً بمعسكرات الخدمه الوطنيه أو الدفاع الشعبى ،وفق قانون الخدمة الوطنيه ١٩٩٢م
ولوائحه
…….
نتيجة تلك الإجراءات التعسفيه كان هنالك عزوف للأسر عن الدفع لتجنيد أبنائهم وهذا يتقاطع مع رغبات الجبهة القوميه الاسلامية لأجل تحقيق شعاراتها الزائفه للمقاتلين قامت بحملات مطارده وإختطاف للشباب عبرالطرقات والحواري ودون علم أسرهم وذَجّ بهم في المعسكرات لتدريبهم وإرسالهم لجبهات القتال
……
وما ذكري حادث معسكر العيلفون ببعيد عن الأذهان.. والذي راح ضحيتة وفقاً لشهود عيان ومنظمات حقوقيه من بينها منظمة. Human rights watch ومنظمة العفو الدوليه Amnesty’International في تقاريرهم المبذولة أن هنالك قرابة (250) شهيداً من طلاب الثانويات والجامعات تتراوح أعمارهم مابين 15- 18سنة قد قضوا نحبهم إمابالرصاص وإما غرقاً في النيل الأزرق هرباً من الموت
…………
وكل ما إقترفوه أنهم وفي 2-4- 1998م أرادوا قضاء عطلة عيد الأضحي مع أسرهم!!رفضت إدارة المعسكر ذلك فقرروا الفرار علي الإقدام بإتجاه مدينة العيلفون فتح الحرس النار مباشرة عليهم وقد منعت السلطات تغطية الاعلام للكارثه وتم دفن كثير منهم بمقابر جماعيه سريه بمنطقة سوبا وبعضهم تحللت جثثهم في مياه النيل الأزرق ،
……….
. فالأساس القانوني للجريمة أعلاه يستند على منطوق المادة (28) من نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائيه الدوليه لسنة1998م
. ونطاق المسئولية الجنائيه يتسع ليشمل القادة العسكريين كالبشير ووزير دفاعه عبدالرحمن سر الختم نزولاً إلى الضباط القائمين علي المعسكر اللذين تكفلوا بأوامر إطلاق النار علي الطلاب الفاريين!! وكذلك يشمل ذلك القادة المدنيين من منسقي الخدمه الوطنيه ومعتمد شرق النيل مسرح الجريمه بعد قيام ثورة ديسمبر المجيده طالب ذوي الضحايا بالقصاص لغدر أبنائهم فتشكلت لجنة سميت لجنة التحقيق في حوادث معسكر العيلفون قامت اللجنة بمخاطبة الجهات المعنية لتسليم الكادرين الاسلاميين.. عبد القادر محمد زين بإعتبارة أمين عام للحركة ومعتمد شرق النيل ،و كمال حسن علي ذلك وفقاً لعددمن شهادات الناجين وتقارير صحف المعارضه السودانيه ومنظمات كان وقتها الكادر الاسلامي/ كمال حسن علي يشغل منصب المنسق العام للخدمه الوطنيه فبالتالى فإن المعسكر ضمن مسئوليته حتي وإن لم يأمر بإطلاق النار مباشرة
.وذلك وفق مبدأ
المسئوليه الجنائيه.
.تحت مفهوم مسئولية القائدين العسكرى والمدنى Command Responsibility
……….
. هنالك سوابق قضائية دوليه تم الحكم بالإعدام علي الجنرال الياباني Yamasheta في العام 1946م
لانه فشل بمنع قواته من إرتكاب جرائم ضد المدنيين ،وقضية رواندا(ICTR) أدين ضباط ووزراء لأنهم علموا بجرائم القتل ولم يتدخلوا
……….
- ذلك الحادث أصبح رمزاً لقسوة التجنيد الإجباري وأنتهاك حقوق الشباب والإنسان معاً لأجل مشروع زائف يسمي الجهاد والتمكين لجماعة الهوس الديني والتي تسمي مجازاً الحركةالاسلامويه.
- ……..
- وبعد مرور 16 عاماً من مقتّلَة الحرب وضحاياها الذين فاق عددهم 2 مليون وتشرّيد 4 مليون مواطن وأهدرت مقدرات الشعب وتعطلت التنمية
- ……
- رضخت حكومة المؤتمرالوطنى لسلام إقتطع جزءاً عزيزاً من الوطن بإتفاقية مذلّة ظاهرها سلام وباطنها هزيمة وثمرتها التشبث بالسلطه
- وتبع لذلك إنهيار المشروع الحضارى ودعائم بقائه وتبددت شعاراته وذرتها الرّياح وأفرغت كلمة الجهاد من معناه العقدى وأصبح شعار الحفاظ علي وحدة الوطن يتقاصر عندما يقايض بكرسي الحكم وأضحت العقيده تتنازعها الأهواء بين بريق الذهب والمال وتعدد الزيجات!!
- التاريخ لايكرر نفسه ولكن البشر لايكفون عن تكرار الأخطاء نفسها Volter فولتير
- التاريخ يكرر نفسه لأن الطبيعه البشرية لاتتغير البيرت إنشتاين
- وبعد مرور 37 عاماً بالتمام والكمال أطلق قائد قوات الدعم السريع الإبن الشرعي لقيادة وتنظيم الحركه الإسلاميه حميدتى
- بيان …..
- ذكر فيه نيته غزو مدن بالشمالية كالدبّه، شندي المتمه وغيرها كقول سلفه D.Jone Garange
- وبمجرد صدور البيان جنّ جنون أخوان السودان وعادوا لنفس مربع التحشيدوالعسكرة بذاكرة سمكيه تلغي درس الماضي وعملت ترتيبات منها..
- تم الإعلان حالة الطوارئ ببعض الولايات
- والتعبئة العامة وفتحت معسكرات التدريب وعطِّلت المدارس والجامعات كأنك يا أبازيد ماغزيت..
- وبنفس الخطوب المخاطر والرعونة بل أسوأ من ذلك ستقود الحركة الإسلامية وبمسمياتها المختلفة وبإسقاطها لنفس الشعارات القديمة والجوفاء والتى تم تجربتها سابقاً فلم تجر على البلاد الا التقسيم والدمار والعزلة الدوليه والفقر والتشريد واللجوء برغم ما أستبان من الخيطين الأبيض والأسود وأستدارة الزمان
 وأستدبار الأمر وعلم الكافه وأنبلاج صبح الحرية بثورة الوعي والادراك ويقين الشعب الصابر والمتفرّج على السيرك الأسود الذى ينم عن إضطراب داخلى لشخوص الحلبه وهو على يقين أن ينتصر ويطوق جيد البلاد بعقود الإزدهار والرفعة والسؤدد برغم متاريس الباعه المتجولين من حاملى الأقلام والمداد نافخي البخور المتزلفين الحفاة علي أكاليل الطغاة أكفهم دنى وعيونهم مكسورة ووجوههم لاتقوى علي الإلتفات
 هؤلاء من باعوا الضمير والقلم بدريهمات …هؤلاء
 هم الغاوون من أصحاب الأقلام الضآلة والمضله الذين يسوّقون لمشروع إستمرار الحرب لكى يتكسبوا من دماء وأشلاء الضحايا وشرف النساء وضياع الأجيال…
- نعلم أن اللذين يذكّون نيران الحرب الآن سيرضخون إلي السلم عاجلا أم آجلا
- الثورة منتصرة لامحاله
- الديمقراطية عائده وراجحه
- لا بد من السلام وإن تطاولت الحرب
- السلام اليوم أجدى من غدٍ
- السلام من أسماء الله الحسنى
- فإذا جنحوا إلى السلم فاجنح له

 
                                    