الثلاثاء, نوفمبر 18, 2025
الرئيسيةمقالاتآفاق انتصار الشعب السودانى ضدّ الحرب. ...

آفاق انتصار الشعب السودانى ضدّ الحرب. د/ محمد المهدى نصر “ايوا” اكتوبر 2025م


مبدئياً ورغم محاولات إعلام الزور فإن موقف الشعب السودانى واضح ولا غموض فيه، فى انه لم ولن يكون داعماً للحرب لأنه وبوعيه وتجاربه المتراكمة أدرك أهداف هذه الحرب وفى مقدمتها قطع الطريق للتطور الديمقراطى وتمكين الحركة الإسلامية السياسية من العودة للسلطة … والأهم من كل ذلك استمرارية الدولة العميقة فى نهب وسرقة موارد البلاد … وايضاً الغاء محاكمات من ثبت جرمهم بمختلف الجرائم فى ثلاثينية البشير… بل وإلغاء قرارات لجنة التمكين والتى تمت وفق قواعد قانونية نزيهة ومستوفية لكل شروط العدالة الناجزة، بابعاد الفاسدين من مواقعهم فى الجهاز التنفيذى … وإعادة هيكلة القوات النظامية التى تمثل راس رمح الدولة العميقة الفاسدة ….!!!
نعم وقف الشعب السودانى بعيداً تماماً عن معسكر الحرب، وذلك رغماً انه وفى كل يوم يدفع ثمنها بقتل الأبرياء وفى مقدمتهم النساء والأطفال… بل ان جرائم حرب السودان فاقت كل مستويات الجرائم ضد الانسانية, ومن هنا لم يعد هنالك ادنى ذرة من الشك بان هذه الحرب قبل انطلاقها *اتفق امراء حرب الحركة الإسلامية على كل سيناريوهاتها، بما فى ذلك غرس ما اشتهر عليهم بمصطلح *الغواصات* امثال كيكل … سفيان … بقال، وحتى حسبو عبدالرحمن نائب البشير …صحيح انه بعد إندلاع الحرب أضيف لها هدف جديد … فإذا كان هدف الحرب قبل اندلاعها هو افشال التطور الديمقراطي، فبعد الحرب سعت القيادات (البرهان وحمدتى) لحسم المعركة لصالح الاستفراد بالسلطة والحكم، والرجلان معروفان بشهوتى السلطة والثروة! وبارعان فى استخدام العنف بكل أشكاله لقمع الخصوم والأبرياء دون اى وازع ضمير إنسانى!
إذاً فهذه الحرب *ليست انتصاراً للخير على الشر، بل على العكس تماماً!!! فليس من بين منّ يقودها ويشارك فيها، *ملايكة ، بل شياطين،* ويسعون لنصرة الشر على الخير…، وان كل المساحيق عاجزة عن تجميل وجه الحرب القبيح… والغريب عن أخلاق وقيم الشعب السودانى…
الثابت الان ان معسكر الحرب يقف *عاجزاً تماماً عن تحقيق انتصارات لصالحه … قيادة الجيش وليس مؤسسة الجيش وجدت نفسها فى وضع لا تحسد عليه، وهى المتهمة بالجرايم ضد الانسانية، ولكن الاهم من كل ذلك انها عاجزة عن توفير متطلبات الحرب اللوجستية… العسكرية والسند السياسى الداخلى والخارجى، خاصة بعد ارتفاع مساعى المجتمع الدولى لوقف الحرب وتأكيد عدم اعترافه بشرعية حكومة الامر الواقع الإنقلابية… وحتى مصر أصبحت تطالب بالصوت العالى بوقف الحرب ومن الواضح انها لن يكون فى استطاعتها تقديم اى دعم عسكرى، وتحاول ان تدفع قيادة الجيش إلى الأبعاد الكامل للاسلاميين من كلّ مؤسسات ألدولة والإعتراف بانهم من اشعلوا الحرب … تأتى هذه التطورات مصحوبة بارتفاع الأصوات داخل المؤسسة العسكرية والمطالبة بابعاد الإسلاميين منه ليصبح جيشاً قومياً وليس عقائدياً وفق قواعد الجيوش وعقيدتهم العسكرية… مصر أوضحتها بصريح العبارات للبرهان الإسلاميين لم يعودوا *مركز ثقل سياسى وعسكري* وبالتالى الرهان عليهم خاسر….
الجنجويد وضعهم وصل إلى مستوى *يبشر بانقسامات قبلية ، ارتفعت الأصوات من بعض القبائل من غير الماهيرية بانهم لن يقبلوا ان يكون مصيرهم مثل مصير قبائل جنوب السودان غير الدينكاوية الذين يستفردون بالسلطة والثروة فى الجنوب… وان مشروع تأسيس ليس حلاً لأزمة وطنية رغماً عن الشعارات البراقة … وان توظيف خطاب ضدّ دولة ٥٦، أو الهامش يلغى حقيقة جذور الأزمة الوطنية والمتعلقة بضرورة *انتصار الديمقراطية* وفق متطلبات المرحلة الوطنيّة الديمقراطية…

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات