الثلاثاء, نوفمبر 18, 2025
الرئيسيةمقالاتالخرطوم جرح ينزف وأمل لا ينكسر ...

الخرطوم جرح ينزف وأمل لا ينكسر كتبت : رشا رجب

عامان ونصف العام منذ
أن دوّت أولى أصوات الرصاص في الخرطوم… الخرطوم ملتقي النيلين جنة رضوان طول عمري ما شفت مثالك في اي مكان كما تغني بها الفنان سيد خليفه رحمة الله عليه المدينة التي كانت قلب السودان النابض بالحياة، صارت اليوم جرحاً مفتوحاً على ضفاف النيلين.
عدت الي الخرطوم بعد غياب طويل، أحمل في زاكرتي صورها قبل أن يعصف بها الخراب
ما إن وطئت قدماي أرض الخرطوم حتى هالني المشهد: أبنية متصدعة، شوارع خالية إلا من بقايا عربات محترقة ومنهوبة، مؤسسات تحولت إلى أطلال،، مصانع بلا عمال، ومستشفيات بلا أطباء… الخراب يطل من كل زاوية. وكأن المدينة نزفت حتى جفت دماؤها.
الخرطوم التي كانت يوماً تضج بالحياة، صارت مدينة أشباح، مخيفه نزح معظم سكاانها وأهلها حملوا وجعهم بحثا عن امان مفقود، اما من بقوا فتعلقت أرواحهم بخيط رفيع من الصبر
أرى عربات متفحمة ملقاة على الطرقات، محتوياتها مبعثرة، حديدها شاهد على نار أكلت كل شيء. وأرى بيوتاً كانت عامرة بأهلها، تحولت إلى ركام وصمت ثقيل.
كل مشهد يلتقطه بصري يتحول إلى قصة، وكل قصة تعلق في حلقي كغصة… وجع لا يوصف.
الحرب التي أشعلتها مليشيا آل دقلو لم تترك شيئاً إلا وخربته…لم تكنف بهدم المباني وسرقة الممتلكات ،بل دنست الارض ونهبت الموارد واغتصبت الحقوق قضت على الأخضر واليابس، وكأن الخرطوم قد وُضعت في فوهة بركان لم يرحم إنساناً ولا حجراً.
لكن رغم قسوة المشهد… وسط هذا الخراب، يظل هناك شعاع نور يضئ العتمه . فدماء الشهداء الطاهره التي روت تراب هذا الوطن ستبقى عنوانا للصمود وشاهدا علي تضحيات جسام من اجل ان ننعم نحن بالأمن والاستقرار ..
والتحيه لابطال القوات المسلحه والقوات المسانده لها وهم يهدون لنا الانتصارات والافراح بتحرير كل شبر من ارض الوطن دنسته المليشيا الارهابيه المرتزقه الجيش السوداني الذي لا يعرف الهزيمه ولا الانكسار طهر العاصمة من رجس المليشيات واعاد اليها كرامتها المسلوبه ،
إن الخرطوم ،برغم كل ما أصابها من دمار ستعود اجمل مما كانت ستنهض بالصبر وبالاراده وبإيمان شعبها الذين لن يتخلو عنها
نعم، ستتعافى. ستزهر شوارعها من جديد، ستعود الضحكات، وستعانق الحياة أسواقها مؤسساتها وكل تفاصيلها الخرطوم باقية، عصية على الانكسار، ويبقي الأمل أن تنفض الخرطوم عن كتفيهاغبار الحرب وتنهض من جديد مثل طائر الفنيق الذي يولد من الرماد. وموعدها مع المستقبل سيكون أجمل وأبهى.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات