الأحد, سبتمبر 14, 2025

محمد ودالملك .. !! ؟؟. رجل من الزمن الجميل ..!! كتب / عبدالعظيم سعيد

سأتحدث قليلا عن شخصية فريدة جدا في مجتمعنا الريفي الحبيب .. رجل بقامة وطن .. اسمه محمد عبدالرحمن الملك .. من منطقة الحصاية الكبرى جنوب الدامر ومن  (القرباب)  تحديدا .. رجل حباه الله بالشجاعة ومكارم الأخلاق  والكرم الفياض  .. كان فريد عصره وأوانه كريما شجاعا مقداما .. والشجاعه والكرم صنوان لايفترقان أبدأ .. وكان إجتماعيا من الطراز الأول وهو زول وأجبات .. وكان كريما غاية الكرم  هاشا باشا دوما .. يدفع من حر ماله لكل ركاب العربة المتجه من القرية لسوق الدامر لوحده  ولايسمح لاحد غيره أن يدفع مليما واحدا .. ومن مايحكى عنه في مجال الشجاعة والفروسية والإقدام ومكارم الأخلاق قصص كثيرة لاحصر لها .. ومنها أنه ذات مرة وهو في القضارف وفي ريعان شبابه كان له كارو ببرميل مياه  يطوف بها أرجاء مدينة القضارف في ذاك الزمان .. وفي فصل الصيف تكثر الحرائق هناك .. وأثناء طوافه في أحياء المدينة رأى نيرانا مشتعلة في إحدى القطاطي وفي داخل القطية كانت امرأة واضعة في أسبوعها الأول  والناس .. رجال ونساء شيبا وشباب ينظرون للحريق دون فعل أي شى .. فما كان منه إلا أن قفز مسرعا من فوق الكارو .. وفجا النيران المشتعلة بيدية ودخل القطية وبكلتا يديه أخرج المرأة( بي عنقريبها) إلى خارج القطية وأنقذ حياتها وحياة طفها الرضيع ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )  (سورة المائدة) .. جرى ذلك في مشهد أذهل كل الحضور .. وبسبب هذه النيران التى ولجلها هذا الرجل الشجاع .. وبسبب الحريق هذا حدث له  تشوها طفيفا في يديه وأصابعه لازمه حتى وفاته .. وله أيضا قصة أخرى لاتقل شهامة ومرؤءة عن ماذكرناه .. ففي العام 1974م  شاهد جنازة لإمرأة طافية في وسط النيل الذي يجاور منزله في قرية القرباب والبحر دميرة في ذلك العام  فما كان منه إلا أن سبح عائما وأخرج لوحده جثمان المرأة وقام هو والأهالي بسترها وموارات جثمانها في مقابر الشيخ/ حسين ود حمد بالحصاية .. ووضع شاهدآ على قبرها واسمها  (( سميرة على الماحي وقيع الله )) .. من أهالي جبل أم على .. ذلك بعد أن أبلغ السلطات الرسمية في مدينة الدامر .. وأقام لها سرادق عزاء وصدقة .. وعرف فيما بعد أهل المرحومة وتواصلوا معه وسجلوا له زيارة في منزله العامر بالقرباب وأكرم وفادتهم غاية الكرم .. كما وجهوا لهم دعوة لإكرامه أيضا في قرية جبل أم علي  وشكروه على ذلك وشكروا جميع أهالي القرباب على حسن صنيعهم  ونشروا شكرهم هذا في جريدة الأيام في العام 1974م وأصبح ودالملك  معروفا لكل أهالي جبل أم علي .. رحم الله محمد ودالملك واحسن إليه بقدرما قدم وأكثر وأمثال هذا الرجل الكريم الشجاع يجب أن لا تمر علينا دون ذكر محاسنهم .. الرحمة والمغفرة والرضوان وأعالي الجنان الفردوس الأعلى لفقيد المنطقة وفقيد القرباب وفقيد الأهل والعشيرة محمد ودالملك ونسأل الله أن يجعل الخير والبركة في أبنائه  وفي أهله أجمعين .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيد الأولين وسيد الآخرين سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم .

رابطة الإعلاميين / الدامر
0129028649

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات