الأحد, سبتمبر 14, 2025
الرئيسيةمقالاتفلق الصباح. ...

فلق الصباح. علي بتيك يكتب…. التغيير سنة ماضية


من البدهيات أن كل شيء في هذه الحياة الدنيا يتغير أو قابل للتغيير لكن دائماً التغبير المنشود يظل نحو الأفضل وهذا لن يتأتى إلا عبر رؤية ومنهج تضطلع به منظومة أي مؤسسة والتغيير ابتداءً لابد وأن ينطلق من دواخلنا رغبة في التطوير وهذا ما عده ديننا شرط لازم لحدوثه (إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وفي خضم التغيير يحدث الإبدال والإحلال والتداول الذي يضخ دماءا جديدة وأفكارا وطاقات متجددة والتأريخ وتجارب البشر تعلمنا قائلة بان من لايتجدد يتبدد.
لكن ضعف العمل المؤسسي وبروز القبلية والجهويات والشلليات والتعلق بالأشخاص والمصالح الضيقة تحيل كل محاولة للتغيير إلى مؤامرة.وباستقراء تأريخنا الإسلامي والمعاصر نجد أن الرسول الأعظم أمر أسامة على الجيش وهو دون العشرين رغم وجود كبار الصحابة،كما حجب الولاية عن الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري،وأن الفاروق عمر أعفى سيف الله خالد بن الوليد في أوج عطائه.
ولعل التغبير والتداول هو أهم مميزات النظام السياسي الغربي الذي لايسمح لأكثر من فترتين ولازلت أذكر شعار حملة الرئيس أوباما “التغيير الذي نريد” لقد نجح في استقطاب ملايين الأمريكيين قادحا الخيال باثا الأمل من أجل تغيير شامل اجتماعياً واقتصادياً وفي العلاقات الخارجية وهو ما أهله لكسب ثقة الحزب الديمقراطي ومن ثم الناخب الأمريكي الأمر الذي مكنه من اكتساح نتيجة الانتخابات والفوز على غريمه بوش.
بينما عندنا في المشرق العربي الإفريقي التداول في السلطة وتغيير القادة سبيله أوحد ويتم عبر التوابيت أي صناديق الموتى لا الاقتراع.حتى تجربتنا في السودان تكلست وظل الرئيس في موقعه لثلاثين سنة فاتسعت الهوة بين جيله والشباب ومما يؤسف له أن الذين يتنازعون شرعية قيادة الحزب الذي كان حاكماً في هذه الأيام هم من زينوا الأمر للأخ البشير للترشح كأني بهم يرددون مع أبي العتاهية
” “أَتَتهُ الخِلافَةُ مُنقادَةً إِلَيهِ تُجَرِّرُ أَذيالَها وَلَم تَكُ تَصلُحُ إِلّا لَهُ وَلَم يَكُ يَصلُحُ إِلّا لَها وَلَو رامَها أَحَدٌ غَيرُهُ لَزُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها” تركوا أعمالهم وجعلوا قضية ترشيح الرئيس شغلهم الشاغل وسعوا لخرق النظام الأساس وتعديل الدستور لجعل ذلك ممكناً فأقعدوا التجربة واضعين البلاد على شفا جرف هار.
وعندنا في السودان والولايات الوضع لايختلف كثيراً فبعضهم لايزال ينظر إلى الوظيفة العامة وكأنها مغنم إن بالنسبة للمكلف أو بطانته وحاشيته ولقد رأينا كيف تشبثت الحركات وأصرت على الاحتفاظ بوزارات بعينها وهذا وحده سبب كاف لحرمانهم بل ودمغهم بالفساد والإفساد.
نقول لهؤلاء وأولئك يظل التغبير سنة ماضية فلنعمل من أجل أن يشكل قيمة مضافة في قيم العمل والعطاء بلوغا لمرتبة الاتقان وهذا بالضرورة يتطلب تهيئة وتحررا من الانتماءات الأضيق ونبذا للعصبيات وفي المقابل تعزيز لثقافة الانتماء للوطن وإعلاء لقيمه ولابد كذلك من دعم روح العمل الجماعي المؤسسي والعمل على توسيع هامش الحريات تهيئة لمناخات الإبداع القادرة على إدارة التنوع لا الهادمة للآخر كما في ممارساتنا السياسية الطائشة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات