أصدر وزراء الرباعية الدولية أمريكا، بريطانيا، مصر، السعودية بيانا عن الحرب في السودان حمل بين سطوره دعوة لوقف القتال خلال تسعة أشهر وهدنة إنسانية لثلاثة أشهر مع وعود بانتقال سياسي شامل وشفاف ، لكن الحقيقة أن هذا البيان لم يكن سوى محاولة سافرة لفرض وصاية على السودان وانحياز فاضح للمليشيا المتمردة.
لقد بدا البيان في ظاهره إنسانيا لكنه في جوهره بيان استعماري ينتقص من السيادة ويعطي المتمردين قبلة حياة بعدما فقدوا الأرض والسند ولذلك جاء الرد السوداني صريح وحاسم، وزارة الخارجية بلسان الشعب كله أكدت أن السودان لا يقبل مساواة بين جيش وطني يحمي البلاد ومليشيا إرهابية مدعومة بمرتزقة أجانب.
أما مجلس السيادة فكشف الوجه الحقيقي للحرب موضح الهجمات الغادرة التي شنتها المليشيا على محطات الكهرباء ومستودعات الوقود ومطار كنانة المدني في جرائم ممنهجة لتدمير البنية التحتية وإغراق المواطن في المعاناة.
ولم يكن الموقف الشعبي والسياسي أقل صلابة فقد أجمعت الأحزاب والكيانات على رفض البيان وفضحه واعتبرته محاولة رخيصة لإعادة تنظيم المليشيا ومنحها استراحة لإلتقاط الأنفاس.
السودانيون اليوم يقفون صفا واحدا خلف جيشهم وقائده الرئيس البرهان في مشهد أربك الأعداء ومن يقفون خلف المتمردين.
إن بيان الرباعية ولد ميتا ولن يجد مكانا في وجدان السودانيين فهو محاولة مفضوحة لإنعاش مليشيا متهاوية، بينما يتجاهل معاناة المدنيين الذين تحاصرهم ذات المليشيا وكلما حاولت قوى الخارج فرض أجندتها زاد تمسك الشعب بأن مستقبل السودان لن يرسم في واشنطن أو لندن أو أي عاصمة أخرى بل في ساحات الصمود على يد أبنائه.
الواجب اليوم على الرئيس البرهان ورئيس الوزراء أن يسدا آذانهما عن روشتات الخارج المسمومة وألا يلتفتا إلى من يريدون لنا الذل والمهانة فالشعب يقف معهم جاهزا للتضحية،ط من أجل سيادة الوطن وكرامته ورفعته.
ولنا عودة 
