الخرطوم : هدي النجار
في زمن اشتدت فيه المحن وتعاظمت التحديات، بزغ فجر مبادرة “أبو آدم تجمعنا” لتكون بارقة أمل وسط العتمة، وواحة أمان لمن تاهت بهم السبل بين النزوح والحرب.
انطلقت المبادرة في الثالث من سبتمبر 2023، من مجموعة صغيرة عبر تطبيق “واتساب”، سرعان ما تحولت إلى فضاء رحب يعكس قيم الوطنية الصافية، وروح التضامن التي جمعت أبناء المنطقة على كلمة سواء: حماية الوطن ومساندة قواته المسلحة، وتخفيف المعاناة عن الأهالي.
لم تكن المبادرة مجرد منصة للتواصل، بل أصبحت جسراً ممتداً بين الداخل والخارج؛ حيث ساهم أبناء أبو آدم المغتربون، والمنظمات الوطنية، في تقديم الدعم المالي والعيني، من أدوية ومواد غذائية واحتياجات ضرورية للتكايا والأسر المتضررة.
وقد تميز المشرفون على المجموعات بروح المسؤولية والتفاني، فسهروا الليالي لتوفير المعلومات الدقيقة من مصادر موثوقة، وتعاملوا مع الجميع بخلق رفيع واحترام متبادل، مما ضاعف الإقبال على الانضمام حتى ضاقت المجموعات الأولى، فكان ميلاد قروبات إضافية أبرزها “وصف لي أبو آدم” و “رحلة العودة إلى أبو آدم”.
وساهمت هذه الجهود في تنظيم رحلات العودة الطوعية لأهالي المنطقة، بدعم كريم من منظومة الصناعات الدفاعية، حيث نُفذت اربعة رحلات حتى الآن، شملت رعاية خاصة لكبار السن والمرضى، وتوفير الوجبات والخدمات طوال الطريق من مصر وحتى الوصول إلى الديار.
إن ما تحقق لم يكن ليتأتى لولا تضحيات شباب أبو آدم وصمودهم داخل المنطقة، وما قدموه من عطاء لا يُوصف في سبيل الوطن. وستظل المبادرة، كما بدأت، مشعلاً مضيئاً وبيتاً جامعاً لأهلها، حتى يكتمل إعمار الحي وعودة الحياة إلى ربوعه.
في ختام المسيرة، تتوجه المبادرة بالشكر والعرفان إلى منظومة الصناعات الدفاعية على دعمها المتواصل، وإلى كل مشرف وعضو ووطني غيور أسهم في هذا العمل الكبير.
لتظل المبادرة شعارها: “أبو آدم تجمعنا”، ومشوارها مستمر بالعطاء.
