الأربعاء, سبتمبر 3, 2025
الرئيسيةمقالاتخارج النص. ...

خارج النص. يوسف عبد المنان. لمرتضى لا البرمة

في مقالي الأسبوعي حديث السبت الذي تنشره صحيفتي الكرامة منذ صدورها وحتى اليوم، ظللت حريصًا على محاولة قراءة تقلبات الساحة السياسية، عبر المزج بين الرأي والتحليل والمعلومات التي يصعب في كثير من الأحيان إسنادها إلى مصادرها. وقد تعلمت هذا اللون من الكتابة من أستاذي إدريس حسن –رحمه الله–.

وبحمد الله، تجد مقالاتي من يقرؤها بقلبٍ محب، أو بعقلٍ محايد، أو بعينٍ متربصة، أو بلسانٍ معادٍ.. وجميعهم لهم عندي التقدير. غير أن التقدير السياسي كثيرًا ما يخطئ، وكذلك التحقق من بعض الوقائع. ومن ذلك ما ورد الأسبوع الماضي في قراءتي لتباينات حزب الأمة بين مساندة الشرعية التي تمثلها القوات المسلحة، وبين التماهي مع التمرد ضد الشعب السوداني الذي يمثله الدعم السريع.

وقد أخطأت في حق الأخ مرتضى هباني، حين نسبت إليه مواقف أخيه منتصر هباني، الذي لوّثت يداه بدماء الأبرياء، بعد أن استأجره حميدتي عبر المتمرد “قُجّة” في وظيفة قذرة لا تليق إلا بمن باع نفسه.

مرتضى هباني، عضو المكتب السياسي لحزب الأمة، وأحد رموز البيت الحسّاني الكبير، اختار منذ اندلاع الحرب أن يقف في المكان الذي يليق به وبأسرته وعشيرته وآل هباني. فضاء رحب يتسع لحزب الأمة، كما يتسع للحركة الإسلامية التي شرفتها أسماء لامعة كالراحل إبراهيم هباني وخليفة هباني، وأخوات فاضلات مثل سمية وقمر. غير أن ذات البطن التي أنجبت تلك الدرر، أنجبت أيضًا منتصر هباني، وأنجبت أمل هباني التي وصلت بها الدناءة والانحطاط القيمي إلى حد الدعوة لأن تتخذ أي امرأة متزوجة صديقًا يسد فراغها إذا سافر زوجها! دعوة للخيانة والخيبة، لا غير.

أما مرتضى هباني، فقد ظل منذ اندلاع الحرب ثابتًا في صف الجيش، منافحًا عن الحرية والديمقراطية. خسر قيادة حزب الأمة ممثلة في البرمة ناصر الذي أسماه البعض “فضل الله خسارة عليه”، لكنه مضى وحده في دربه، حتى تبعته لاحقًا قيادات أخرى خرجت من عباءة البرمة، وقالت كلمتها، مثل:

الفريق صديق محمد إسماعيل

محمد عبد الله الدومة

إسماعيل كتر

موسى مهدي

إبراهيم الأمين

رباح الصادق المهدي

د. عبد الرحمن الغالي
وآخرين لا يحصيهم العد، وبعضهم آثر الصمت تجنبًا للدخول في تمزقات حزب الأمة الذي باعه البرمة ناصر، بعدما اشتراه حميدتي بمال الإمارات.

أما حميدتي، الذي امتهن في صباه تجارة الحمير والبخور والماعز والإبل، فقد اكتسب خبرة في البيع والشراء، حتى باع البشير الذي جاء به من بادية البدو إلى مقرن النيلين. فليس غريبًا أن يشتري حميدتي “أولاد بأبو نمر”، و”أولاد مادبو”، ويستأجر “سخيل الحوازمة” و”تيس البني هلبة” و”خروف التعايشة” و”ديك الفلاتة”. ولا عجب أن جاءه منتصر هباني، باحثًا عن مقعد في مؤخرة عربة “الودي”، ذاك الذي تغنّى به الفنان عبد القادر سالم.

لكن منتصر هباني، الجنجويدي بخس الثمن، ظل وصمة عار في جبين حزب الأمة، تمامًا كما هو حال البرمة ناصر الذي تنكّر لكل قيمة وفضيلة في تاريخ الكيان، فصار رئيسًا على حين غفلة بعد رحيل الإمام الصادق. ومن الطبيعي أن يسير في ركبه أمثال هؤلاء.

أما مرتضى هباني، فظل واحدًا من الرجال الذين لم يبدّلوا مواقفهم، ولم يبيعوا شرف الأنصارية في أسواق الرقيق.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات