الإثنين, سبتمبر 1, 2025
الرئيسيةمقالاتفلق الصباح. ...

فلق الصباح. علي بتيك. يكتب … كلنا جيش


عبارة مفتاحية تبرز عظم ومكانة الجيش المؤسسة الوطنية لدى الشعب،كيف لا وهو الفصيل المتقدم حماية للبلاد والعباد وإن أدى ذلك للمجازفة بالأرواح أو كما في قسم الولاء والانتساب. والجيش في العالم الثالث عموماً هو عماد الدولة خاصة حديثة التكوين أو التي لم يقوى عودها بعد.
والجيش السوداني الحديث يرجع تأسيسه لقرن خلا تحديداً للعام 1925م عند تأسيس “قوة دفاع السودان” في الحقبة الاستعمارية.ثم تسنم السودانيون قيادته من البريطانيين في سنة 1954م عندما أصبح اللواء أحمد محمد أول قائد له ليصبح جيشاً وطنياً منذ فجر الاستقلال في العام 1956م.وتعداده يناهز مائتي ألفا بقوات الاحتياط وهو الثامن في التصنيف بين الجيوش الإفريقية.وله إسهاماته داخلياً وإقليمياً ودولياً منذ الحرب العالمية،مروراً بفلسطين وإلى الحرب في اليمن.
إن أوضاع السودان ومحيطه دفعت الجيش للتقدم والتمدد في ميدان الحكم والإدارة “السياسة” بدءاً بالفريق عبود،ومن بعده المشير النميري،فالمشير البشير،وانتهاء بالفريق أول البرهان.فمن عمر الاستقلال الذي يقترب من السبعين تسنم العسكريون القيادة لأكثر من خمسة عقود.وظلت العلاقة بين بعض القوى السياسية ومؤسسة الجيش في حالة شد وجذب مد وجزر وهي التي سعت -ولاتزال – لإقصاء الجيش عن المشهد برمته رغم تعقيداته وعجز الأحزاب عن الاضطلاع بأدوارها لدرجة هرولتها تجاه القوات المساحة إما للتخلص من خصومها أو طلبا لتمكينهم.وهي نفسها الأحزاب التي دأبت على استهداف القوات النظامية كلما لاحت سانحة تغيير شعبي تماماً كما حدث في عامي 1985- 2019م ووصل بها الأمر إلى حل جهاز الأمن،والمطالبة بالتفكيك وإعادة الهيكلة ونظموا ورشا لذلك أمها أجانب،وكان أن تم فصل آلاف الضباط،كما تم حل جهاز العمليات، وتكبيل جهاز الأمن مما سهل اختراق الدولة فعاثت البعثات الدبلوماسية فساداً وباتت هي من تقرر في الشأن الوطني.ولم ترتقي الأحزاب بعد لمستوى التحديات واتسع البون بين شعاراتها وممارساتها وازدادت حدة الاستقطاب والتقوي بالخارج والتي توجت باندلاع التمرد الذي ظاهروه وناصروه سرا وعلانية.التمرد الذي استباح القيم وهتك الأعراف واتخذ المواطنين دروعا بشرية بعدما فشل المخطط الانقلابي منتصف ابريل المنصرم.
وعندئذ أدرك المواطن خطل وخطر مايحاك ضد الدولة والمجتمع وهو الذي تعرض لكل صنوف الأذى نهبا واغتصابا وتقتيلا وتهجيرا.بجانب طبيعة الحرب المنطلقة من منازلهم ومرافق الدولة الحيوية..فكان أن شمر واصطف إلى جانب القوات النظامية في معركة الكرامة دفاعاً عن الدولة ووجودها.ليتداعى السودانيون على اختلاف قبائلهم ومناطقهم مستجيبين لنداء الاستنفار بالمال والأنفس تحت رآية المقاومة الشعبية بحسبانها الأسلوب الأنجع للقضاء على التمرد واستئصال شافته.وكان أن تغيرت موازين القوة وبات النصر والحسم مسألة وقت يلوح قريباً.لتنتقل المقاومة الشعبية بعدها لملحمة البناء وإعادة الإعمار في تحد آخر لايقل ضراوة عن دحر التمرد والقضاء عليه.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات