في نهايات اغسطس وسبتمبر من كل عام درجنا ان نكتب وننقل لكم مشاهدا وصورا للموسم العظيم بالشمالية( موسم حش التمر) ..هذا الموسم الذي يحوي تفاصيلا وتقاليدا عظبمه وثابته لم تتغير لالاف السنين بخاصة في المناطق النوبية والكوشية في شمال السودان…
ولكني في هذاالعام وايمانا بدوري الاعلامي ومن اجل المصلحة العامة ومن اجل مكافحة الجوع…الذي لم يعرفه انسان هذه المناطق الطيبة بصورة مطلقة طوال عمره وعمر اجداده واسلافه …( بحمد المنان صاحب النعم)….
اليوم مجبورا وفي هذا التاريخ سأتجاوز الكتابة عن موسمنا العظيم……….موسم حش البلح..وسأسلط الاضواء علي قضية من واجبها ان تقلقنا وتؤرق مضاجعنا جميعا
فمنذ اندلاع الحرب المشؤومه تأثرت وتدهورت كل القطاعات الحيوية في كل أرجاء البلاد فهذا امر طبيعي تحدثه النزاعات والحروب في كل مكان …ولكن كان التأثير المباشر والمميت قد بانت ملامحه علي شريحة المنتجين والعمال بكل قطاعاتهم بخاصة المزارعين فهم محور حديثنا…
لقد حل سبتمبر وذاك هو أكتوبر ( الغير اخضر)سيلوح إلينا بعد اسابيعا قليلة ان حيينا….
في هذا التوقيت كنا نشهد حركة دؤوبة وغير عادية لمزارعي الشمالية…الكل كان يبدأ في مثل هذه الأيام في عمليات التحضير “الثانوية”..من نظافة ومن تحديد للرقع والمساحات المستهدفة للموسم الجديد وهكذا…فضلا عن الاستشارات والمشاورات بين ابناء الحوش الواحد والجيران( في الجروف والحواشات)….
… كانت وفي مثل هذه الأيام الطيبة تتم عمليات الحجز اوالتقرب زلفي من سائقي التراكتورات…لتعلو الهامات كثيرا من البشارات والبشاشات وترتسم الابتسامات علي الوجوه قبل الشفاه…فرحا بقدوم موسم السعد والافراح…
في أواخر السنوات...لا تتناطح عنزتان ولا يختلف اثنان حول الكوارث التي المت بالمزارعين...
المزارع الذي تغنن له الفتيات في العقود السابقة نظرا لتسيده الكبير لعوالم الجاه والمال …اصبح اليوم يعاني ويصارع ويقاتل من أجل البقاء ومن اجل الوجود و”سترة الحال” فقط.
الأمر واضح والاسباب جلية ولا تحتاج لمزيد من الحبر لشرحها وتفنيدها عبر الكتابة والحكي…
المزارع في العام الماضي دفع اثمانا باهظة وسدد فواتيرا لصالح غيره من مجرمي الحروب وتجارها…والكل يعلم ما عنيته
..هذا العام هل من مغيث بعد الله سبحانه وتعالي؟ ؟
هل لوالي الشمالية ووزير زراعته من قلوب رحيمه ومن عيون فاحصة ومن سعة للادراك ؟
هل لهما من أفق واسع… لادارة هذا الملف القاتل والشائك والمخيف ؟
اتمني ان ينعقد مؤتمرا زراعيا مطولا و(متخصصا) يبتعد عنه اصحاب الغرض…ليقوده الخبراء الزراعيبن
نريده مؤتمرا استباقيا يدعي اليه الاعيان وكبار المزارعين في المنطقة مع إشراك الفاعلين من رؤساء الشركات والبيوتات التجارية والبنوك وشركات التأمين وكل الخبرات السابقة
فالتحضير المبكر للموسم الزراعي لهذا العام هو طوق نجاتنا الوحيد من الجوع و الموت
…فالحرب وحدها لا تقتل
احدثكم حديث القلب للقلب
…ولا مساحة عندي للسادة( المزايدين)