الأحد, أغسطس 10, 2025
الرئيسيةمقالاتنسور السماء وأعياد الأرض… ملحمة السودان بين الفقد والنصر ...

نسور السماء وأعياد الأرض… ملحمة السودان بين الفقد والنصر بقلم: عبير نبيل محمد


في شهر الأعياد بجيش الوطن، لا تمضي الأيام كصفحات تقويمٍ جامدة على جدار، بل كمحطات من دم ونار ومجد، تتفجر فيها المشاعر بين فرح النصر وحزن الفقد، بين ابتسامة الشرف ودمعة الوداع.
هو زمنٌ تتشابك فيه خيوط الفخر والصبر والعزيمة، حيث الحياة نفسها تُختصر في معادلة واحدة: تحديات تُكسر… وإرادة لا تنكسر.

في قلب هذا الوطن، يسطع ضياؤه محفوظًا بحفظ رب الكون، محروسًا برجال إذا كبّروا ارتجّت الأرض، وبـنسور جو إذا حلقوا، ارتقت السماء، معلنين أن السودان العزيز لا يقبل ذلًا ولا إهانة، وأنه باقٍ ما بقيت دماء الأبطال تروي ترابه.


سلاح الجو السوداني… ذراع السماء وسيف الأرض

يحتل سلاح الجو السوداني المرتبة الرابعة والثلاثين عالميًا، ويضم نحو 220 طائرة مقاتلة وهجومية ومروحية، من الـMiG-29 وSu-24 وJ-7، مدعومة بطائرات مسيّرة من إيران (Mohajer-6، Ababil) وتركيا (Bayraktar) التي جعلت ضرباته أكثر دقة وأبعد مدى.

في معركة الكرامة، لم يكن نسور الجو مجرد دعمٍ من السماء، بل كانوا رأس الحربة، ينفذون غارات مركزة على مراكز القيادة ومخازن الإمداد، يحررون مناطق استراتيجية، ويحبطون هجمات قبل أن تبدأ. وحتى حين فقدوا قواعد كـمروي وجبل أولياء، أعادوا التموضع، وابتكروا، وحافظوا على جناح السودان ممدودًا في السماء.


أبطال معركة الكرامة

المعارك تُخلّد الأسماء كما تُخلّد الأوطان، وفي ملحمة الكرامة برز من بين النسور:

اللواء الركن طلال علي الريح حلق بطائرة MiG قديمة، وضرب برج القيادة والسيطرة وسط النيران.

النقيب الشهيد مازن حولي استشهد ممسكًا بمقود طائرته حتى آخر لحظة.

الملازم أول الشهيد محمد صديق واجه الموت بشرف في قلب الميدان.

اللواء بحر اخترق خطوط العدو لتحرير قادة محاصرين.

اللواء أبو القاسم طوّر قدرات الجو وأدار عمليات معقدة بدقة عالية.


التحديات التي لا تكسر الإرادة

خسارة بعض القواعد الجوية الحيوية.

الحاجة لتحديث الأسطول وتوسيع قدراته.

استمرار الدعم الخارجي لقوات العدو.

لكن الإرادة الوطنية أقوى، وسماء السودان ما زالت تحمل أجنحة لا تُكسر.


من قلب المعركة

يا نسرَ جوِّ العزِّ حلِّق واعتلي
فوقَ السحابِ وصُنْ أرضَ الأهلِ

عيدُ الجيوشِ على الجراحِ تفتحت
ورداتُ نصرٍ فوقَ قبرِ القاتلِ

نحنُ الأباةُ إذا المنونُ دعتْ لنا
نأتي ونمحو الليلَ بالسيفِ الجلي


امرأة من حبر النار

في قلب هذه الملاحم، هناك دائمًا امرأة من حبر النار، تكتب قصائد النصر بدموعها، وتغزل من شال الانتظار علمًا للوطن.
هي الأم التي تودع، والزوجة التي تصبر، والأخت التي تدعو، والابنة التي تحفظ في قلبها صورة البطل الغائب، وتعلم أن الشهادة طريق الخلود، وأن الوطن لا يُبنى إلا بدماء زكية وأكفّ ترتفع بالدعاء.


في شهر الأعياد، لا يحتفل جيش الوطن فحسب، بل يجدد قسم الوفاء لدماء الشهداء، ويعلن أن الوطن عصيٌّ على الكسر، وأن سماءه ستظل حرة، وأرضه آمنة، ما دام فيه رجال ونساء من معدن الشمس والنار.

سلام وأمان… فالعدل ميزان.
توقيع لا يُنسى:
أنا الرِّسالةُ حينَ يَضيعُ البَريد…
أنا امرأةٌ من حِبْرِ النَّار.

بقلم: عبير نبيل محمد


مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات