ايقاع الحياة المتسارع وظروفها القاسية أخذت منا كثيرا من الأشياء التي كانت تشكل حياتنا السودانية السمحة بما تحمل من عادات وتقاليد واعراف.
لوقت قريب كانت الاسرة لحمة اجتماعية واحدة تكاتفا وتعاضا ومحنة تجمعنا الموائد إلفة وتجمعنا الأسقف المعروشة بالطيبة والتحنان.
اختفت كثيرا من المظاهر وبعدت الشقة بين الناس وتفرق الاشقاء والأهل بعوامل شتى باعدت بينهم ظروف الحياة ومن بقوا معا فرقتهم الشاشات وصنعت جفوة وفجوة اجتماعية كبيرة بينهم تجد الأخوة تحت سقف واحد لكن قلوبهم شتى والمسافات بينهم بعيدة وجدانيا لامكانيا وكأنما جاءت التكنولوجيا لتصنع هذا البعد الموجع.
جاءت الحرب وجمعت وفرقت هي بدورها وإن كان فيها ميزة فقد ربطت الجذور البعيدة واعادت رحما كاد ان يتمزق.
الموجع حقا اننا في زمان لانعرف بعضنا بعضا الاسرة الممتدة التي عرفناها باتت تتشتت لدرجة لله ان رحم الأم والأب من الدرجة الأولى اصبحنا لانعرفه إلا نادرا بمعنى (خالك ود خالة امك) لو إلتقى بك لا تعرفه!
أين نحن من علاقاتنا الممتدة الوطيدة التي عرفناها في مجتمعنا السوداني ؟
دعوا الجفاء تواصلوا بعضكم البعض.
بمثل ماوحدتنا الحرب نازحين وضمتنا بيوت اهلنا اجمعين فالنفتح قلوبنا لبعضنا البعض عائدين لبيوتنا الطيبة ونعمرها بالود والمحنة نتزاور نفقد بعضنا بعضا اسوة بنبينا صل الله عليه وسلم ونهجه القويم الذي حضنا على صلة الرحم وتفقد الجار.
حاجة اخيرة ..
حافظوا على الوطن قبل ان يضيع تأبى الرماح إذا اجتمعن تكثرا واذا افترقنا تكثرت أحادا.