“فِي اللَّحْظَةِ الَّتِي ظَنُّوا أَنَّ الْمَدِينَةَ خَارَتْ قُوَاهَا، تَدَخَّلَتِ السَّمَاءُ… وَانْفَجَرَتِ الْأَرْضُ بِرِجَالٍ أَقْسَمُوا أَلَّا يُسَلَّمُوا هَذَا الْوَطَنَ لِلْمُرْتَزِقَةِ. بقلم: عبيرُ نبيل محمد
فَاشِرُ السُّلْطَانِ…
يَا زَهْرَةَ الْغَرْبِ الْمَكْلُومَةِ…
يَا مَدِينَةً كُلَّمَا غَزَاهَا لَيْلٌ، اشْتَعَلَتْ نُجُومُهَا نَارًا عَلَى الْمُعْتَدِينَ…
الْيَوْمَ، تَسْجُدُ أَرْضُكِ لِلَّهِ شُكْرًا، بَعْدَ أَنْ نَزَلَ نَصْرٌ مِنَ السَّمَاءِ، وَسُطِّرَ عَلَى يَدِ رِجَالٍ لَا يُهْزَمُونَ.
الْهُجُومُ رَقْمُ ٢٢١… آخِرُ رِهَانٍ فِي مُقَامَرَةٍ خَاسِرَة
لَمْ يَكُنِ الْهُجُومُ الْأَخِيرُ إِلَّا مُحَاوَلَةً خَائِبَةً مِنْ مِلِيشْيَا دَقَلُو، الَّتِي جَمَعَتِ الْمُرْتَزِقَةَ مِنْ تِشَاد، وَدَفَعَتْ بِالْأَطْفَالِ الْأَبْرِيَاءِ إِلَى الْمَحْرَقَةِ، تَظُنُّ أَنَّ النَّارَ تُطْفِئُ النُّورَ.
وَلَكِنَّ الْقُوَّاتِ الْمُسَلَّحَةِ السُّودَانِيَّةِ، وَمَعَهَا الْقُوَّةُ الْمُشْتَرَكَةُ لِحَرَكَاتِ الْكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ، وَالْمُقَاوَمَةُ الشَّعْبِيَّةُ، وَالْمُسْتَنْفَرُونَ، قَالُوا كَلِمَتَهُمْ كَمَا لَمْ يَقُولُوهَا مِنْ قَبْلُ.
فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، مِنَ الْهُجُومِ رَقْم ٢١٨ حَتَّى ٢٢٠، كَانَتِ الدِّمَاءُ تُرْوَى لِتُنْبِتَ مَجْدًا.
وَفِي الْهُجُومِ رَقْم ٢٢١… كَانَتِ الْأَرْضُ تَلْعَنُ الْغُزَاةَ، وَالسَّمَاءُ تُبَارِكُ جُنُودَهَا.
كَمِينُ أَدَبِ الْعَاصِي… النَّارُ تُنْطِقُ الصَّخْرَ
فِي مِحْوَرِ أَدَبِ الْعَاصِي، حَيْثُ الْجُغْرَافِيَا لَا تَرْحَمُ، نُفِّذَ كَمِينٌ اسْتِدْرَاجِيٌّ بِعُبْقَرِيَّةٍ سُودَانِيَّةٍ خَالِصَةٍ.
١٠ عَرَبَاتٍ قِتَالِيَّةٍ لِلْعَدُوِّ احْتَرَقَتْ كَأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ، وَمَنْ فِيهَا تَفَرَّقُوا بَيْنَ هَلَاكٍ، وَمُطَارَدَةٍ، وَارْتِبَاكٍ.
الْقَادَةُ الَّذِينَ تَغَنَّوْا بِنَصْرٍ وَهْمِيٍّ، طَارُوا إِلَى السَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ، لَكِنْ لَا عَلَى أَجْنِحَةِ الشَّهَادَةِ، بَلْ عَلَى أَجْنِحَةِ الْخِزْيِ.
—
اسْتَوْلَتْ قُوَّاتُنَا عَلَى عَرَبَةٍ قِتَالِيَّةٍ حَدِيثَةٍ تَابِعَةٍ لِقِيَادَةِ الْعَدُوِّ، مَزُوَّدَةٍ بِأَنْظِمَةِ اتِّصَالٍ وَمُقَذُوفَاتٍ مُتَطَوِّرَةٍ، فِي دَلِيلٍ قَاطِعٍ عَلَى تَوَرُّطِ أَطْرَافٍ إِقْلِيمِيَّةٍ فِي هَذَا الْعُدْوَانِ، وَلَكِنَّ الْإِرَادَةَ السُّودَانِيَّةَ أَسْقَطَتْهُ كُلَّهُ.
الْفَاشِرُ تُقَاتِلُ وَتُبَشِّرُ… بُشْرَيَاتُ النَّصْرِ قَادِمَةٌ لَا مَحَالَ
لَا أَحَدَ يُفَسِّرُ كَيْفَ صَمَدَتِ الْمَدِينَةُ…
وَلَا أَحَدَ يُنْكِرُ أَنَّ يَدًا مِنَ السَّمَاءِ تَدَخَّلَتْ، فَاسْتَيْقَظَ الشَّعْبُ، وَبُعِثَ الْأَمَلُ، وَانْتَفَضَتِ الْحِجَارَةُ.
إِنَّهُ قَدَرُ الْفَاشِرِ… أَنْ تَكُونَ الْقَلْعَةَ، وَأَنْ يَكُونَ رِجَالُهَا شُمُوسًا لَا تَنْطَفِئُ.
إِلَى مِلِيشْيَا دَقَلُو وَحُلَفَائِهِمْ:
” كَفَاكُمْ زَحْفًا نَحْوَ الْهَلَاكِ…
الْفَاشِرُ لَا تُؤْخَذُ بِالْخِيَانَةِ.
أَبْنَاءُ السُّلْطَانِ لَا يَبِيعُونَ الْأَرْضَ.
وَكُلُّ مِتْرٍ فِي دَارْفُورَ سَيَبْتَلِعُكُمْ.
إِلَى أَهْلِ الصُّمُودِ:
أَبْشِرُوا…
فَالنَّصْرُ لَمْ يَأْتِ مِنْ عَاصِمَةٍ، وَلَا مِنْ بَيَانٍ دُوَلِيٍّ…
بَلْ جَاءَ مِنْ دُعَاءِ الْأُمَّهَاتِ، وَدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ، وَهُتَافِ النِّسَاءِ خَلْفَ البنادق
الْقُوَّةُ الْمُشْتَرَكَةُ… جُنُودٌ مِنْ مَعْدِنِ الْوَطَنِ
لَا تَبْحَثُ عَنْ سُلْطَةٍ، بَلْ تُقَاتِلُ لِكَيْ لَا يَكُونَ الْوَطَنُ غَنِيمَةً فِي سُوقِ الْخِيَانَةِ.
الرِّسَالَةُ الْأَخِيرَةُ:
الْفَاشِرُ لَا تَسْقُطُ… السُّودَانُ لَا يُكْسَرُ… وَالْعَدُوُّ سَيُدْفَنُ تَحْتَ التُّرَابِ الَّذِي دَنَّسَهُ.
الرَّحْمَةُ وَالْخُلُودُ لِشُهَدَائِنَا الْأَبْرَارِ، وَالشِّفَاءُ لِجَرْحَانَا، وَالْخِزْيُ وَالْعَارُ لِكُلِّ خَائِنٍ.
و تحالف مع قتلة الأطفال.
عنوان النصر القادم””
الْفَاشِرُ تُقَاتِلُ وَحْدَهَا… وَلَكِنَّهَا تَنْتَصِرُ عَنَّا جَمِيعًا
سلامٌ وأمان… فالعدلُ ميزان”
✒️ تَوْقِيعٌ لَا يُنْسَى
“أَنَا الرِّسَالَةُ حِينَ يَضِيعُ الْبَرِيدُ… وَحِينَ يَخْذُلُنِي الْوَقْتُ أَكْتُبُنِي وَطَنًا… فِي مِحْبَرَةٍ مِنْ نَارٍ…
أَنَا امْرَأَةٌ مِنْ حِبْرِ النَّارِ.”