إلي الفريق الركن “عبدالفتاح البرهان”،رئيس مجلس السيادة-الموقر-،إلي الدكتور “كامل إدريس”،رئيس مجلس الوزراء-الموقر-:
قال الله تعالى،فى محكم تنزيله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء: 58].
وقَالَ الله تَعَالَى:(وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الشعراء:215].
وقال تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90].
وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قَالَ: سمِعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول:(كُلُّكُم راعٍ،وكُلُّكُمْ مسؤولٌ عَنْ رعِيَّتِهِ: الإمامُ راعٍ ومَسْؤُولٌ عَنْ رعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أهلِهِ وَمسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرأَةُ راعيةٌ في بيتِ زَوجها وَمسؤولةٌ عَنْ رعِيَّتِها، والخَادِمُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،وكُلُّكُم رَاعٍ ومسؤُولٌ عَنْ رعِيَّتِهِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
وعن أَبي يَعْلَى مَعْقِل بن يَسَارٍ قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقول:(مَا مِن عبدٍ يسترعِيهِ اللَّهُ رعيَّةً، يَمُوتُ يومَ يَموتُ وهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إلَّا حَرَّمَ اللَّهُ علَيهِ الجَنَّةَ)متفقٌ عليه.
وفي روايةٍ: فَلَم يَحُطْهَا بِنُصْحهِ لَمْ يجِد رَائِحَةَ الجَنَّة.
وفي روايةٍ لمسلم: مَا مِن أَمِيرٍ يَلِي أُمورَ المُسلِمينَ، ثُمَّ لا يَجْهَدُ لَهُم ويَنْصَحُ لهُم؛ إلَّا لَم يَدخُل مَعَهُمُ الجَنَّةَ.
وعن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقُولُ في بيتي هَذَا:(اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ)رواه مسلم.
السيد رئيس مجلس السيادة،السيد رئيس مجلس الوزراء:إعلما تمام العلم أن الحكم وتولي أمر الناس إنما هو قطعة من نار جهنم،لأن حقوق الناس لاتسقط بالتقادم،ولاتسقط إلا بعفو صاحبها،وإن الظلم ظلمات،(وسيعلم الذين ظلموا،أي منقلب ينقلبون).
وإعلما أنكما مقصران أيما تقصير فى أدآء الحقوق المرتبطة بالناس،وهذا والله لذنب عظيم،ومنقصه ستصحبكم حال حياتكم وحال مماتكم ويوم حسابكم،وعندها لن تجدا من يزينون لكم الباطل الآن، دفاعا عنكم يومذاك(يوم يفر المرء من أخيه).(ووضع الكتاب فتري المجرمين مشفقين ممافيه،ويقولون ياوليتنا مالهذا الكتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة الااحصاها ووجدوا ماعملوا حاضرا ولايظلم ربك شيئا).
وعدتم الناس بتكوين حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة،ثم أخلفتم وعدكم!!،وإذ بنا نري حكومة قائمة على محاصصات “إتفاق جوبا” الذي إنتهت ولايته،وهو فى الأساس إتفاق باطل لأنه لم يجز عن طريق برلمان منتخب،ولم يعرض إستفتاءا على الشعب ليقول رأيه دون قيد أو شرط.ولاننسي إن نسينا،أن من وضع هذا الإتفاق الجائر،هو الآن أكبر متمرد وعميل فى التأريخ السوداني على الإطلاق!!.
رأينا حكومة تنفيذية قائمة على مماحكات القبيلة والعشيرة والكتل والجماعات ولوبيات الضغط الإثني.
رأينا ذات الوجوه القديمة “الكالحة”و”الماحقة”والتى بلغت من العمر عتيا،وتلك التي قالوا عنها كذبا وبهتانا أنها حفظت أقتصاد السودان من الإنهيار،وأنها أتت بخطط إقتصادية خارقة للعادة جعلتنا نعيش الآن فى رفاه يحسدنا عليه العرب والعجم!!
ألم يسأل مزيني الباطل لهذا الساعي لكرسي السلطة والمال بكل مايملك من قوه،كم هو سعر الجنية السوداني مقابل الدولار واليورو والريال والدرهم؟!الا يري السقوط الإقتصادي المخزي أم بأذنيه وقر؟!.
رأينا حتى هذه اللحظة من سعي الى المنصب مقدما مصلحته الشخصية على المصلحة القومية العليا،
قمتم بتعيين من كان فى “الحياد”حتي يري الى من ستميل الكفة،كي يخطط لمكان تموضعه القائم على الإنتهازية،والمرتكز على التكسب من معاني التهميش، والمستند على مثاقل أذي الناس.
كأنما أغشيت على وجوههم الظلم،وإذ بالرمد يغطي مابقي لهم من حصائد الرؤية،وإذ بالعمر الأرذل يجعلهم كما الأرض الهامدة التي إنقطع عنها الحيض،ثم عقرت!.
أين الكفاءات،والحياد،والنزاهه،والأمل الذي وعد به رئيس الجهاز التنفيذي؟.
أما حدثتك نفسك حين صفاء،أنه (من غشنا فليس منا)؟.لماذا تطلقون الوعود،وأنتم لاتسطيعون إلإيفاء.(إن العهد كان مسئولا).(وبعهد الله أوفوا).
أين محاربة الفساد الذي وعد به رئيس مجلس السيادة على مرأي ومسمع من الناس؟.
السيد رئيس مجلس السيادة،السيد رئيس مجلس الوزراء:كتب الناس عن قضايا فساد متعددة،وفى مؤسسات حكومية مؤثرة،ألم تسمعوا بها قط،أم سدنتكم يحجبون عنكم مايثار؟أم أنكم فى وادي غير ذي زرع؟!.
لماذا تبعدون القوي الأمين عن أكثر المناصب التنفيذية حساسية،وتقربون الأكثر إمتيازا فى الفشل والتردي وإنعدام الضمير والوازع الديني والأخلاقي؟!.
اصرفوا عن الناس السوء والفحشاء والمنكر،واعدلوا هو أقرب للتقوي.
وأعلموا أن مآلات حرب الكرامة لاتمنعكم من تصحيح الفوضي والتحايل وأكل حقوق الناس بالباطل الذي ضرب الكثير من مؤسسات الدولة.
أنتم مسؤولون أمام الله وامامنا عن إحقاق الحق وإبطال الباطل،فإما أن تأخذوا الأمانة بحقها،ولاتخدعونا بمعسول الكلام ثم تدبرون أمرا بليل،أو أن تذهبوا كي يتولي الأمانة الأقدر والأكثر إحساسا بعظم حجم النكبة التى أحاطت بالناس جراء فشلكم وفشل من قبلكم.