أثبتت حركات دارفور المسلحة،أنها مجرد “جهات” تجيد الإبتزاز السياسي بدرجة ممتازة،وأكدت بذلك المؤكد ،كونها تسعي وبكل ماتملك لتحقيق مكاسب متعلقة بالمناصب والسلطة والثروة وتأمين الأهداف الشخصية الضيقة،بينما تغيب المصلحة القومية العليا،ويغيب مواطن دارفور الذي يئن الآن من وطأة سيطرة مليشيا التمرد القميئة على معظم ولايات الإقليم الخمس،ويغيب فى الأصل مواطن السودان فى بقية الولايات.
تقول الحركات الموقعه على إتفاق جوبا،-والذي جاء “خلسة”وعلى حين “غفلة”من أهل السودان المصابون “بالصم والبكم والعمي”-:أنها وقعت الإتفاق لأجل إنصاف أهل دارفور من ماأسمته زورا وبهتانا (التهميش وإستغلال الشمال لثروات البلاد ،إقصاءا لبقية الولايات).
ونسأل هنا حركات المسعي السلطوي وعلى سبيل المثال فقط:ماذا فعلتم لإنسان دارفور المحاصر فى الفاشر لسنوات؟هل أحسستم بمعاناته؟هل لبستم لامة الحرب وذهبتم لأرض المعركة كي تقاتلوا معه جنبا إلى جنب،كما كان يفعل سيد الخلق أجمعين،حين يصاب مواطنه وقتذاك بملمات الحروب؟!.
جل تفكير الحركات كان المكوث فى بورتسودان ومكاتبها الوثيرة،بغية الإجتماع مع قادة مجلس السيادة ورئيس مجلس الوزراء -فقط-للحصول علي وزارات “المالية والمعادن والرعاية الإجتماعية”فى مسلك يعضدد التفكير الرغائبي للحركات،وهو تفكير قائم على البحث عن المغنم ،وإن ترك الرماة الجبل كوسيلة ضغط لتحريك الساكن.
أكثر مايدعو إلى الريبة والشك،وأكثر مايؤلم ،أن الحركات أظهرت موقفا واضحا لالبث فيه،وهو موقف يضمن السلطة ووزارات المال والذهب -على وجه التحديد-،ولم تخف ذلك من أحد،بينما تجد آخرين يكتبون دون “خجل” أو حتي بسيط “إستحياء”،أنها حركات وطنية تريد مصلحة البلد،وأنها سامهت فى حرب الكرامة.
هل تريد الحركات “السلطوية النفعية” أن تقنعنا أنها صاحبة القدح المعلى فى معركة الكرامة،كلا والله،هنالك الكثير جدا من القوات القوية والشرسة والمهابة،قاتلت دون من أو رياء،(هيئة العمليات،قوات كيكل،قوات البرق الخاطف، والطيارين)،قوات قاتلت ولم تستبق شيئا،قدمت النفس والمال والدم فى سبيل الأبقاء على كرامة السودان ومواطنه الموبوء بأنس اعتلوا هرم السلطة “إغتصابا”وذلك حين ظنوا أن الله لم يخلق مثلهم فى هذه الأرض.
لعناية (جبريل ومناوي):هل طالبت هذه القوات بمناصب نظير مشاركتها فى هذه الحرب؟وهل قامت بإبتزاز الحكومة ولى ذراعها كي تحصل على مناصب.؟.
هل هددت بالإنحساب من ميدان المعركة إذا لم يتم إعطائها ماتريد؟.
هناك تصريحان شهيران موثقان” للمصباح وكيكل”،قادة “البراؤون والدرع” قالا فيه:أنهما لم ولن يشاركا فى معركة الكرامة لأجل المناصب،وانهما لم ولن يقوما بإبتزاز حكومة “البرهان”-التي تعودت منذ سقوط “البشير” علي الركون والخنوع والإستسلام لإرادة الآخرين،بعيدا عن مطلوبات الشعب المعروفة والواضحة.
ليست المشكلة الآن فى حركات السلطة والمال،موقفهم معروف وبائن إلا لمن بعينيه رمد،إنما المشكلة الكبري فى الفريق “البرهان” ومن معه،الذين تعودوا فقط على التنازل وضرب هيبة البلد فى مقتل،بينما تكمن المشكلة الأخري فى الذين يكتبون ويروجون دون أن يرمش لهم جفن،أن حركات دارفور وطنية خالصة ويجب دعمها،وإن حملوا السياط لإقناعنا بذلك لفعلوا.
يريد حملة الأباريق،أن يقنعوا الجميع ،أن “جبريل ابراهيم” وزيرا ناجحا للمالية،فعل مالم يفعله الأولون والآخرون من لدن سيدنا “آدم”،حتي يستقيم الإقتصاد فى ظل الحرب،ونسأل “جبريل” هذا،ماذا فعلت تجاه التصاعد المخيف لسعر العملات الأجنبية؟وماذا فعلت تجاه التضخم الذي أكل شئ؟هل تعلم ماهي أسعار السلع الإستهلاكية التى جعلت المواطن حيا كالميت،أم أنك ستتفاجأ كما تفاجأ الفريق “البرهان”من أسعار السيارات،عندما سأل مواطنا فى الطريق العام،حينما كان يرتشف كوب قهوة وهو” يضحك”، وكأنه أقام عدل الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب؟!.
لم يقدم “جبريل إبراهيم وأبونمو”ووزيرهم الآخر فى الرعاية الاجتماعية،شيئا ملموسا فى حياة الناس الإقتصادية والخدمية،غير أنهم حافظوا -فقط-علي مكتسباتهم الشخصية الضيقة.
في سياق آخر،هل تحدث “جبريل إبراهيم”أو “مناوي” أو غيرهم من قادة دارفور، عن قضايا السودان القومية والمصرية بصورة عامة؟هل تحدث أحدهم عن معاناة سكان السودان جميعا فيما يخص قضايا(الكهرباء والمياة والصحة والتعليم؟).هل سعي أحدهم لحل مشكلة تخص إنسان دارفور حتى قبل قيام حرب دقلو النتنه؟!.
كل لقاءات وتصريحات قادة الحركات التي شاهدناها فى الجزيرة وغيرها،كانت محصورة حول قضايا السلطة والثروة وفقا لإتفاق جوبا.
بعد كل الذي جري ويجري خلف الكواليس،هل يري السيد “كامل إدريس” انه يسير فى الإتجاه الصحيح؟هل هي حكومة الأمل بحق وحقيقة،أم أنها حكومة المحاصصات والترضيات والتنازلات والمغتربين وبيع قضية المواطن المنكوب فى سوق النخاسة.؟!!.
سعر الدولار اليوم يكاد يلامس ال(٣ )الف جنية،الفريق “البرهان”،السيد “كامل إدريس”،ومدير جهاز المخابرات،محافظ البنك المركزي،وكلاء وزارات القطاع الإقتصادي،كأن على رؤوسهم الطير،كأن الذي يجري فى بلاد الواق واق!!،كأنكم خلقتم بلا إحساس بوجعة مواطن أنهكته حرب لايد له فيها.
نعلم تمام العلم أن قضايا المواطن ليست همكم ،وليست هي محل الأولوية عندكم.
نعلم يقينا أن همكم الأول هو البحث “المضني والشاق والمرهق”عن كيفية تعديل الوثيقة الدستورية “المهترئة”،-فقط- لتبقيكم فى السلطة أطول زمن ممكن،ونعلم أن همكم هو عقد التحالفات “المصلحية” مع حركات دارفور “النفعية”، لتقتسموا كيكة السلطة،وإن كان الثمن هو البقاء فى السلطة على أنقاض “جثة” مواطن مثقل ومرهق ومثخن بالكثير من الجراح.!
من أي طيتة أنتم؟!.
كاتب هذه السطور لايستغرب مايحدث من “سدنة” السلطة الكذوبة،ولايستغرب مايحدث على أرض الواقع من تصرفات تدعو للإشمئزاز والتقيئ حتى،من هم فى اعلى هرم السلطة فى “غفلة” كبيرة،بل هم معرضون،هم لايعلمون أن مايفعلونه هو أحد أهم وأبرز علامات الساعة(أن يتحدث ويتولي “الرويبضة”شأن العامة،وأن يكنز احدهم المال كنزا،لايعلم ولايدري أحلال هو أو حرام،وأن يستسيغ الناس الحرام كما أنه الحلال -خذ نظرة بسيطة للفساد الذي ضرب مفاصل البلد،فى وزاراتها ومؤسساتها وأجهزتها العدلية،دون أن يحرك ذلك ساكنا من أحد،هذا فضلا عن إنتشار القتل الذي لايدري من قام به، فيما قتل،إضافة لتفشي الرذيلة التى إقتربت من عنوان المجاهرة بالمعصية.
من يقودون البلد يعتقدون أنهم الأذكي،كونهم مرروا أو يمررون بوائق وخيبات السلطة وفجورها نهارا جهارا ،الناس تعلم وتعرف كل شئ،وفوقهم العلى القدير الذي يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور.
وإن نسيتم،نذكركم أنه سيأتي اليوم الذي يموت فيه الجميع،بما فيهم الملوك والرؤوساء والزعماء وقادة الحركات وكل المسؤولين الذين تلاعبوا بمواطن هذا البلد،ليقول المولي عز وجل وحده:(لمن الملك اليوم)؟،وقتها لن يستطيع أحد الإجابة،لأن الكل ميت،وسيرد المولى عز وجل فقط:(الملك لله الواحد القهار).
وسيعلم الجميع حينئذ(الكذابون،المنافقون،المردة،عبدة الطاغوت،آكلي السحت،لاعقي زاد الغلابة والمساكين ومن سحقتهم الأراجيف)،أي منقلب ينقلبون!!،فارتقبوا أيها النفعيون السلطويون ،إنا مرتقبون!!!.