قال تعالي(((يا ايتها النفس المطمئنه؛ ارجعي الي ربك راضيه؛ مرضيه؛ فادخلي في عبادي؛ وادخلي جنتي))) صدق الله العظيم
((( موكب َمن الشهداء٠٠وثلة من الجرحي٠٠وجماعة مفقوده٠٠ والفاشر تنتحب ايها السودان)))
عجز اليراع ان يخط حرفا٠٠٠ وعقمت بنات عدنان ان تلد كلمة او تصيغ نعتا او نعيا٠٠وذكر حسنات الموتى٠٠ وتعلق اللسان بالحلق وتحجر٠٠٠واحمرت العيون بالدمع النازف٠النازل؛ المنهر٠وتورمت الاجفان ووقرت الاذان وصمت عن السماع والاستماع؛ ليس لاصوات الدانات٠٠ولكن اصوات ماتفعلة الدانات٠٠ باهلي وزملائي٠٠واصدقائي الخلص٠٠الذين استعصموا بالفاشر السلطانيه٠٠٠فتشرأب الاعناق عند سقوط المقذوفات٠ لمعرفه المكان٠٠ولان ما بعدها هو الحزين ٠٠هو الاليم٠٠٠هو الفجيع٠٠٠هو الخبر المشؤوم٠٠الموت حق٠٠وجميعهم ليسوا بغالين علي ربهم وهو خالقهم٠٠والرسول (ص) استعاذ من موت الفجأه٠٠ كنت معه فمات٠كنا نحادثه فمات٠٠كنا تاكل معه فمات٠٠كان يطلب منا حبه بندول فمات٠٠جاء ليخبرك بوفاة جاره فمات٠٠ دخل المسجد لاداء الصلاة فمات٠٠ذهب يبحث عن جرعة ماء فمات٠٠وقف ليسعف الجريح فمات٠٠مات هو فيرقارعة الطريق ٠٠وماتت الزوجه وهي تضم اطفالها الي صدرها فماتت وماتوا جميعا٠٠ اسر باكملها ٠٠كل خطوة موت٠٠مع كلة زفرة او شهقه موت مع كل هبه دخان للبارود موت٠٠عند كل شروق شمس٠٠تدوين٠٠فانفصال دانه٠٠٠ثم صوت انفجار وسحابات غبار َدخان٠٠فقائمه موتى٠٠٠فمقابر جماعه٠٠او فرديه لا غسل ولا غسيل للميت٠٠ولا خياطه لكفن ولا تكفين؛ لانعدام اصلا القماش٠٠ولا حنوط وبخور ولا بكاء وعويل٠٠فقد جفت المقل؛ وماتت الاحاسيس والمشاعر بالحياة؛ وتبلدت من رؤية الصور اليوميه لاشلاء ممزقه٠٠واجسادا مقسمه اربا ارباودماء سائله وجافه يابسه٠٠ضاعت الملامح٠٠٠وغابت الاسماء٠٠والاجناس والقبائل؛عن الموتى؛ فقط تجمع اعضاء من جسم انسان من تحت الركام٠٠لا طوب ولا حق الطوب٠ لابسيس ولا شواهد٠٠٠هذا لو اتسع الزمن بين الدانات وانفصالاتها؛ تكون الصلوات علي الجثامين٠٠خلال اربعه ايام فقط الفائته وحتي يوم امس الاربعاء 16 ابريل 2025م اورد بعض من معارفي وزملائي وجيراني بالفاشر؛
1/الدكتور الخبير الجيولوجي وعالم من علماء البترول في السودان جاء الي الفاشر ليبث دفئ الشقيق الاكبر لاسرته( الدكتور امام عبدالمجيد محمد مسكي) بالمسجد صلاة الظهرالشقيق؛ الاكبر للاستاذ/ احمد مسكي و/محمد مسكي و/المهندس الصادق مسكي واخواتهم المعلمات
2/المصرفي والمدير الاقليمي لدارفور بنك الخرطوم الخلوق العفيف/ عبد الغني ابكر محمد3/ َواستشهدة معه شريكة حياته وزوجته ام عياله انتصار وهما يمارضان طفلهما السقيم
4/الاستاذ /المحامي اسماعيل عبدالله اسماعيل الوديع الوفي ووالده الضرير الهرم الذي كان يرعاه ويبره /عبدالله اسماعيل لاعب النادي الاهلي الفاشر والمدرب لنادي الترسانه والعامل بهيئه توفير المياه سابقا6/الشاب المهذب؛ طيب الذكر وطيب المعشر!/محمد احمد هاشم والي جانبه 9 من زملائه بينهم الشاب الوديع 7/طبيب/ علي عيسي موسي ابن العم عيسي موسي الشيخ الوقور وامام مسجد بحي تمباسي 8/زوجه الشاب عماد احمد عبدالكريم الموظف بجامعه الفاشر تركت له اطفالا قصر يافعين 9/الاعلامي المخرج الشاب ومدير قطاع اذاعة الفاشر /احمد محمد صالح ود سيدنا وبنفس الدانه10/ سقط الامير الشاب دينار عبدالرحمن التجاني علي دينار في الفاشر خلال 72 ساعه من الزمان بين الفاشر وزمزم اما المئات تتوسطهم الشهيدة الطبيبه هنادي النور داؤود؛ انا لله وانا اليه راجعون؛ ولا حول ولا قوة الا بالله٠٠٠
اما الذين علي قيد الحياة فالجوع يهددهم٠٠والغلاء يمذقهم؛ والربا يصعقهم؛ فالصغار الزغب لا يفهمون ماذا تعني الحرب٠٠والعطش يهدد الانسان والحيوان ان وجد٠٠ليس هنالك سوي الصبر والصبر الجميل؛ نسال الله ان يخفف عن المهمومين؛ ويرفع البلاء عن البلاد والعباد؛ وان يستر ويحفظ الانسان السوداني بحفظه وستره الجميل٠٠حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين

قاسم الفكي

17 ابريل2025م
الفاشر/السودان الواسع