الثلاثاء, أبريل 15, 2025
الرئيسيةمقالاتعامان على حرب الكرامة: الشعب والجيش… ملحمة الانتصار على قوى الشر ...

عامان على حرب الكرامة: الشعب والجيش… ملحمة الانتصار على قوى الشر بقلم : عبدالقادر عمر محمد عبدالرحمن

في مثل هذا الشهر، قبل عامين من الآن، اندلعت واحدة من أعظم المعارك في تاريخ السودان الحديث، حين تصدى الشعب السوداني وجيشه الباسل لمحاولة اغتيال الدولة وتفكيك الوطن عبر تمرد مسلح مدعوم خارجيًا، هدفه تمزيق السودان وتحويله إلى ساحة للفوضى والصراعات القبلية. إنها حرب الكرامة التي وحدت الكلمة والصف، وأعادت تعريف الوطنية بمعناها الأصيل: أن تكون مع السودان، لا عليه

لم تكن المعركة سهلة، ولا التحديات هيّنة. فمنذ الساعات الأولى، سعت المليشيا لفرض واقع جديد بالقوة والدم، مجتاحة المدن، منتهكة حرمة البيوت، ناهبة الممتلكات، قاتلة الأرواح، في استعراض وحشي لا يمت للإنسانية بصلة. ولكنها، في المقابل، فجّرت في هذا الشعب روحًا من البطولة قلّ نظيرها، حين خرج أبناء السودان، من كل فج، يلتفون حول جيشهم، يحرسونه بالدعاء، ويمدونه بالغذاء، ويقاسمونه الخندق والمصير.

التحم الشعب والجيش في لوحة وطنية خالدة، لا فرق بين من في الجبهة ومن في الحي، الكل كان في المعركة: الأم تصنع الطعام، الطفل يرفع العلم، الشاب يتبرع بدمه، والجنود يقاتلون بأسنانهم إن لزم الأمر، لا لشيء إلا لأنهم أبناء هذا التراب الذي لا يقبل الضيم.

وخلال عامين من الصمود، انكسرت أحلام قوى الشر. تهاوت دعايتهم، وافتضح دعمهم للمليشيا. لقد تصوروا أن السودان هشّ، فصدمهم بصلابته. راهنوا على تفكيك نسيجه الاجتماعي، ففاجأهم بتماسكه. ظنوا أن الحرب ستنهك الجيش، فإذا به يزداد قوةً وصلابة. واليوم، بعد عامين، نستطيع أن نقولها بيقين: لقد هُزِم التمرد، وانتصر السودان.

لكن النصر لا يعني نهاية المعركة، بل بداية بناء سودان جديد، سودان ما بعد التمرد، سودان العدل والمؤسسات، سودان لا مكان فيه للعملاء ولا لتجار الشعارات، سودان يصون دماء الشهداء ويخلّد تضحياتهم ببناء دولة مدنية قوية وعادلة.

في ذكرى حرب الكرامة، نحيي رجال القوات المسلحة، ونقبل جبين الأمهات الصابرات، ونُعاهد الشهداء بأننا على العهد باقون. وسيبقى السودان حرًا أبيًّا، عصيًا على الانكسار، ما دام أبناؤه يضعون الوطن أولًا.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات