الإثنين, أبريل 14, 2025
الرئيسيةمقالاتتعزيز عوامل الثقة بالله والأمل من مصادر النصر والفرج القريب ...

تعزيز عوامل الثقة بالله والأمل من مصادر النصر والفرج القريب ✍️أسامه الصادق ابو مهند

الأمل هو روح الحياة وغذا الروح وأهم روافد الصبر ومصدر التفاؤل والثقة..ونقيض ذلك كله اليأس الذي يثبط الهمم ويورث الحزن ويلقي بصاحبه في براثن الحزن والتشاؤم ومعه تتلاشئ مساحات الصبر ويجعل الوصول إلى الهدف مستحيلا.. علينا أن نأخذ من يعقوب صبره وهو يخاطب أبناءه رغم سنوات الفراق ورغم القهر النفسي ورغم الكبر ومعه فقد البصر وهو يخاطب أبناءه (لاتيأسوا) نأخذ من يوسف سعة صدره حين يخاطب أخاه في لحظة حزن (لا تبتئس) من هنا ندرك أن تعزيز عوامل الثقة وبسط روح الطمأنينة في النفس في لحظات الضعف والقلق والهم والشعور بالغربة الروحية هي أهم عوامل النجاح والمضي في سبيل الخلاص والنصر وهي منهج رباني يقول جل جلاله مخاطبا عباده (لاتقنطوا) وهي منهج نبوي إذ يقول صلى الله عليه وسلم لصاحبه وسيوف قريش مشرعة لا تبعد عنهما إلا مسافة خيوط العنكبوت (لا تحزن) ..جملوا أنفسكم بروح الأمل وتعزيز عوامل الثقة بالله لأن ذلك مصدر النصر والفرج القريب.
أثق بربك فما خلق الله خلقا وضيعه.. فمهما ضاقت الدنيا على اتساعها ومهما تجبر الباطل وعلا ومهما تعالى أنين المظلومين في عالم غابت فيه أبسط القيم..فإن الله معنا وعينه تراقبنا وترعانا علينا فقط أن نكون معه ونحن نتدبر قول الله تعالى: (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) فإذا تخلى عنك القريب وتنكر لك الصديق وشعرت بالضيق وتجهمت سماء المحبين ودخلت في كرب وعانيت المشقة فالتحف الصبر وقل يارب ليس لها إلا أنت..حيث الصبر يعقبه دوما الفرج (فأَضيق الأَمر إِن فكرت أوسعه) فالفرج مع الكرب وأشد فترات اليل سوادا أقربها إلى الفجر.. وليكن لديك أمل معقود بثقة ليس لها حدود ولاقيود أن الله يريد أن يتولى أمرك بنفسه (وكفى بالله وكيلا) تفاءل…ليس لأن أوضاعك مثالية..لكن..ربما يوجد حولك من يستمد القوة من تماسكك ويستقي الأمل من بسمتك وقوة شكيمتك وصمودك وصبرك.
والأمثلة كثيرة ومتعددة فيما يتعلق بالثقة بالله، منها عندما حاصر فرعون وجنوده سيدنا موسى عليه السلام وقومه، قال قوم سيدنا موسى وهم بنو إسرائيل عندما وجدوا جنود فرعون من أمامهم والبحر من ورائهم: (إنا لمدركون) في غياب تام للثقة بالله تعالى. في حين نجد سيدنا موسى عليه السلام وكله ثقة بالله تعالى يقول: (كلا، إن معي ربي سيهدين) وكذلك عندما نطلع إلى قصة سيدنا طالوت رضي الله عنه حين أمر قومه عند الخروج للقتال أن لا يشربوا من النهر إلا قليلاً وحين لاقوا عدوهم جالوت وجنوده قالوا في غياب تام للثقة بالله تعالى: (لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) . افتقدوا هذه الثقة لأنهم عصوا أميرهم طالوت، وطاعة الأمير المختار الصالح الأمين من طاعة الله تعالى.. فلما عصوا الله تعالى فكان مصيرهم الجبن والخوف، في حين الفئة التي أطاعت أميرها وأطاعت ربها وجدت هذه الطاقة العظيمة الثقة بالله فقالت: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله) هذا بالنسبة للأقوام الذين سبقوا أما بخصوص رسولنا الكريم وأمتنا فهناك كذلك الأمثلة العديدة، فقد روي عند الإمامين البخاري ومسلم رضي الله عنهما وعند غيرهم بصيغ مختلفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوماً جالساً أو متكئاً تحت شجرة وسيفه معلق بها فجاء مشرك خلسة فأخذ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لرسول الله: (من يمنعك مني) فقال رسول الله وكله ثقة بالله عز وجل: (الله) بمعنى الله يمنعني منك. فسقط السيف من المشرك وأخذه رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال للمشرك: (من يمنعك مني) فقال المشرك: (كن خير آخذ)
والأمثلة كثيرة ومتعددة، تتفق كلها على أن الثقة بالله تعالى مفتاح النصر، وهي العامل الحاسم في المعركة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات