تجاوزت الحكومة الكينية كل قواعد ولوائح ونصوص وأعراف القوانين الدولية والإقليمية المنظمة للعلاقات المختلفة بين الدول.
أرست “كينيا” بما تقوم به من أعمال ذات عداء مفرط للسودان،سابقة سياسية خطيرة،كونها تؤثر تأثير مباشرا على الأمن القومي السوداني،حيث ان ذاك التأثير يلقي بظلاله على كآفة مناحي الحياة الأخري في البلاد.ومعلوم بالضرورة أن الأمن القومي السوداني له إرتدادات واسعه على الأمن الإقليمي،وهي إرتدادات ستكون سلبية ووبالا على دول الجوار التى تنظر للأمر وكأنها غير معنيه بما يجري!.
إستضافة الحكومة الكينية لجمع البوار والخيبة”آل دقلو،شتات تقدم،وشراذم الإدارات الأهلية،النكرات الهوام من بني جلدة السودان”،(عمل عدائي سياسي وأمني)وهو أمر مؤسف ومحزن سيتعدي أثر السودان كما أسلفنا.
وسيكون هذا العمل الأرعن مدعاة ومحرك ومشجع لكل حركات وجماعات المعارضة السياسية والمسلحة لدول القارة الأفريقية.
طريق أهوج وضعت “كينيا” لبناته تحت سمع وبصر الإتحاد الإفريقي ومؤسساته الكسيحه التى لم تحرك ساكنا،مايؤكد سهولة شراء القادة في هذه القارة الموبوءة بتقرحات وتسلخات وتشوهات خلقية لن يسهل علاجها في الوقت القريب.
طريق سيجعل للفوضي قانون،وللضرب تحت الحزام حامي وقائد ومخطط ومنفذ،وستكتوي حكومات الدول الإفريقية التى تظن أنها في مأمن بمايجري من تخطيط دولي للسيطرة على مكمن القوة الافريقي،في ظل هذا الضعف والتشرزم البائن.
إمتناع الدول عن التعليق أو التدخل فيما يحدث من عبث في “كينيا”،هو تقدير خاطئ لأن ذلك المكر سيرتد على دول القارة كل قدر مكره! والايام الدول والسجال ستثبت صحة مانقول،أنظر فقط لتصريفات الأقدار، وستري بأم عينك ماكتب في القرآن العظيم من إستقراء للمستقبل وهو يتنزل أمرا واقعا لافكاك ولامناص منه.
من جانب آخر ،أكدت الأحداث العدائية الإستفزازية المقيتة التى تجري ضد السودان في كينيا جملة من الحقائق أهمها:
أن المفوضية الافريقية ماهي الا “عبد”لايقدر على شئ ومملوك لسدنة المال والسلطة -أمريكا اسرائيل ودولهم الوظيفية في المنطقة ،إمارات العهر والشر-.
وأن المفوضية الإفريقية ماهي الا اداة تخريب وتفريق وعبث بأمن وسلامة الدول في القارة.
أكدت ألاحداث ايضا أن القادة الأفارقة -الا من رحم ربي- هم شجرة الزقوم،والمهل الذي يغلي في بطون الشعوب المنهكه بويلات البيع ،والمتعبه نتيجة لصفقات التخلى عن الدول والبلدان مقابل المال -الاداة الأعظم للتكسب الرخيص-.
أوضحت الأحداث أيضا أن المواقف المسانده للسودان في أزمته هذه،مواقف مخزية ومخجلة،خاصة من قبل الدول الإسلامية والعربية والإفريقية التى جلست في مقاعد “المقصورة الرئيسية” الفاخرة،تحتسي أفخم وأجود أنواع “الشاى والبن والمرطبات” المصنوعة بمواد إنعدام النخوة،كى تتفرج على مايحدث لشعب السودان المنكوب من -قتل ونهب واغتصاب وتهجير وتدمير ممهنج لبنيته التحتية-.
مواقف غير مستغربه لحكومات عربية وإسلامية وإفريقية أدمنت إقامة حفلات “الصخب والمجون والخلاعه”،وصرف الأموال الطائلة على “المخازي والملاهي”،في الوقت الذي تتعرض له شعوب “السودان وغزة وسوريا واليمن” لأبشع وأسوأ وأقذر أنواع الأذي والضيم والظلم.
أيضا كشفت الأحداث المهيضة في “كينيا”، الضعيف الغريب لمجلس السيادة ووزاراة الخارجية،اذ إن ردة فعلهم كانت بيانا مكتوبا لم يخرج عن كلمات الإنشاء الدبلوماسي المحفوظة.
كان علي مجلس السيادة ووزارة الخارجية ووزارة الإعلام أن يتبنوا موقفا قويا وشجاعا يعبر عن كرامة الشعب السوداني،كأن تعقد وزارة الإعلام مؤتمرا صحفيا يحشد له كافة وسائل الإعلام، تعلن فيه الحكومة السودانية موقفها بكلمات قوية ومزلزلة،وثم إتخاذ قرارات أضعفها طرد السفير الكيني من السودان ،وقطع العلاقات بين البلدين ومنع عبور أي طائرات وجهتها كينيا للأجواء السودانية -إن كان ذلك مسارها-.
بجانب تقديم شكوي مدعمه بالمستندات للمؤسسات القانونية الدولية والإقليمية توضح مدي التجاوز لماقامت به الحكومة الكينية.
وقد رأينا كيف أثرت شكوي السودان ضد -أمارات الشر- في مجلس الامن على هذه الدويلة المتسكعه في لج “الموساد”الذي سيرديها قتيلة فى القريب العاجل بفضل الله تعالى.
الى جانب ذلك كله أبانت أحداث “كينيا”،أن الشعب السوداني أصبح أكثر وعيا وإدراكا لما يحاك ضده من مؤامرات،وأكدت أن الشعب أصبح على قلب رجل واحد في المدافعة عن أرضه وعرضه وماله.
والحقيقة التى لن تحجب مهما تكالبت علينا أشباه الدول وأنصاف البلاد ،هى أننا أصبحنا شعبا لن يقبل الذل والإهانة والتركيع لإجل حفنة دولارات ودراهم لاتثمن ولاتغني من جوع.