رفعت رأسها من فوق الحيطة ونادت جارتها فهي إشتهرت بنقل الأقاويل والشمارات فردت عليها جارتها (الليلة شن جبتي من الصباح شتتي البضاعة خلينا نلقط وكان لقيناها نافعة نبيع) فردت عليها ( أجي وانا من متين بجيب البضاعة البايرة لكن بيني وبينك المرة دي نص نص ) ولا أقول ليك افتحي الباب اجيك بالباب عديل.
لم تمضي دقيقة إلا والشمارة تطرق باب جارتها فتحت لها الباب من اول طرقة فهي في إنتظار الشمار وقبل أن تستوي على البنبر وفي اسلوب تشويقي النبي ياعلوية ماسمعتي بحماد العوقة ونفسية انفصلوا والشكلة لرب السماء هي شالت البت وهو شال الولد وقسموا البيت نصين حماد كتب على نص نفيسة “نفيسة الفطيسة” ونفيسة كتبت على نص حماد “حماد كوم الرماد” فلوت علوية قدومها ونفضت يدها كدلالة على أن الشمار ماجايب حقو وقالت ليها (اه دا شمار ليك دا ببلاش مابشيلوه منك حماد ونفيسة عجوز وسدت بيتها الإتنين دلاهات كان انفصلوا دلاهة انقسمت نصين وكان اتلموا دلاهتين ).
فامر إنقسام تقدم وفك إرتباطها لمجموعتين(ثمودجمودصمود) لايغير من واقعها شيء فالعمالة والخيانة تجري في دماء المكون البشري لا في اسمها فمن تلطخت يداه بدماء الشعب السوداني وتحالف مع المليشيا يظل فاقداً لأهليته ولسودانيته ولو تعلق بأستار الكعبة فالأصل في فك الارتباط صوري فإنفصالهما كإنفصال حماد ونفيسة إن فكوا الارتباط دلاهة إنفصلت إلى نصفين وإن كانوا على إرتباط دلاهتين فمن شرب من كأس الذُل والخيانة دهراً…يرى في الوطنية خراباً و دماراً …لنا عودة