﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران:169]
في صمت السماء، وهمس الرياح فوق تراب بابنوسة، يبكي الوطن أبطاله الأربعة، الذين ارتقوا شهداءً، يرفعون راية الفداء في وجه الوطن، رمز الوفاء والإخلاص.
تنعي القوات المسلحة السودانية وقيادة الفرقة 22 مشاة – بابنوسة نخبةً من رجالها الأشداء، الذين قدّموا أرواحهم الطاهرة حبًا للوطن، وضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة والوفاء.
🔹 تفاصيل الحادث البطولي:
كانت الطائرة تحمل الأمل والإمدادات للجنود، وأكملت مهمتها بكل إخلاص… حتى جاء العطل المفاجئ في الجناح الأيمن، وفقدت توازنها، واشتعلت النيران فيها.
لكن أبطالنا لم يرحلوا إلا وقد أزالوا الخطر عن زملائهم، وأبعدوا الطائرة عن مواقع القوات، ليظل الوطن سالماً، وليبقى الوفاء في قلب كل سوداني.
ويأتي هذا الحادث البطولي ضمن سياق العمليات المستمرة للجيش السوداني في محاور بابنوسة، حيث يعمل الأبطال على حماية مواقع القوات وتأمين المناطق الحساسة، مسطرين أروع صور الفداء والتضحية من أجل صون الوطن والحفاظ على سلامة المدنيين والزملاء في الميدان.
وللأسف، إدعت المليشيات أنها قامت بإسقاط الطائرة، لكن التحقيقات الفنية والتقارير الميدانية أكدت أن السبب هو عطل فني مفاجئ، وأن أبطالنا ضحّوا بأنفسهم لحماية الجميع، مسجلين أسمى معاني الوفاء للوطن دون أن يكون لأي طرف آخر يد في هذه التضحيات.
🔹 شهداؤنا الأبطال:
- المقدم طيار / محمد أحمد عبد الرحمن
- النقيب طيار / علي الوسيلة
- الرقيب فني / عبيد عبد الله
- الرقيب فني / عصمت صلاح بابكر
أيها الوطن، ها هم أبناؤك يسطعون كنجوم في سمائك، تضحياتهم نور يهتدي به كل من يحبك، وصبرهم رسالة للأجيال القادمة: أن حب الوطن أعظم من الحياة نفسها.
نسأل الله أن يتقبلهم قبولًا حسنًا، وأن يملأ قلوب ذويهم بالصبر والسلوان، ويجعلهم أعمدة الشرف والفداء، تذكرهم السماء كل يوم، وتبكي لهم الأرض كما تبكي القلوب.
🔹 أبيات وفاء :
يا أرض السودان صبِّي دموعك،
ففي السماء نجوم لا تُمحى،
أبطالنا سطروا الوفاء،
وبقلوبنا ستظل ذكراهم حيّة.
سلام وأمان فالعدل ميزان
توقعي: لا ينسى
أنا الرسالة حين يضيع البريد… أنا امرأة من حبر النار
عبير نبيل محمد
