أن دخول الميليشيا الفاشر و ممارستها لانتهاكات لحقوق الإنسان، و القتل إلي درجة الإبادة، سوف تحدث متغيرات كبيرة في التعاطي العسكري، و حتى المواقف السياسية على قطاع واسع من الناس، أن الميليشيا قد اسقطت كل إدعاءاتها التي كانت تطلقها من اجنحتها المتعددة التي تخدم مشروعها ذو الأجندة الخارجية.. و رفع العلم الأماراتي في أحد المواقع في الفاشر و الذي تمت مشاهدته في الوسائط الإعلامية و الفيديوهات التي رفعتها عناصر الميليشيا، يؤكد تماما التدخل السافر للأمارات و الذي يغطي عليه العديد من السياسيين و الكتاب و الإعلاميين، و الميليشيا بجهلها تفضح كل المرتبطين بهذه الدائرة.. و هناك البعض حتى أنهم عجزوا أن يدينوا أفعال الميليشيا، و يطالبون فقط بتدخل دولي لحماية المواطنين كما يقولون، و لكن طلب الهدنة الهدف منه هو دخول السلاح و كل الاحتياجات التي تعزز موقف الميليشيا في أقليم دارفور..
تعتبر الميليشيا مجرد أداة في الحرب الدائرة في السودان من أجل تحقيق أهداف و أجندة لدول خارجية، حتى الأمارات دورها لا يتعدى دور الميليشيا، باعتبارها الدولة الداعمة و تقف في المواجهة، و تعمل من أجل تحقيق أجندة خارجية كما كان دورها في غزة.. و استطاعات الأمارات أن تشرك العديد من الدول في الحرب لتسهيل عمليات الدعم اللوجستي، و أيضا تسهيل عملية نقل المرتزقة من عدد من دول الجوار بهدف أمداد الميليشيا بهم، و دول أخرى تجعلها في الحياد، و استطاعت أن تصرف مليارات الدولارات من أجل هدف استلام الدولة السودانية، تهدف إلي رفع قيادة تعتقد فيها عملية الولاء، حتى تسهل لها عمليات تحقيق الأجندات المطلوبة في المستقبل ..
أن الممارسات التي فعلتها الميليشيا؛ تؤكد تماما أن أية تفاوض معها بهدف إبقائها في الساحتين العسكرية و السياسية، هي إعادة للحرب بصورة أعنف مما هي عليه الآن.. الذي تفعله الميليشيا في الفاشر قد فعلته في كل الولايات التي كانت تحت سيطرتها، حدث في زالنجي و في سنار و الجزيرة و الخرطوم و أيضا في العديد من مناطق النيل الأبيض و كردفان، و أينما دخلت قواتها.. و كل ممارساتها هي القتل و النهب و السرقة و الاغتصاب.. و دعوة الميليشيا لعرب الشتات و المرتزقة من الدول المجاورة، و لكي يتم استقطابهم لمشاركتها في الحرب، قد أذنت لهم أن يعتبروا كل ممتلكات أية منطقة يدخلونها غنائم لهم.. لذلك استقصدوا المواطنين في أماكن سكنهم، و أماكن أعمالهم.. و الذي حدث في الفاشر كان أكثر شراسة و انتقاما و القصد منه التطهير العرقي في المنطقة…
أن الذي يحدث في الفاشر الآن لقد قلص مساحات الرأي، و الموقف من الحرب، بعد كل العالم قد شاهد أفعال الميليشيا، و التي أكدت فيها أنها لا تستطيع العيش في بيئة سلام.. لذلك أصبح هناك موقفان و لا توجد بينهما منطقة أوسطى، أو منطقة رمادية، و كل شخص عليه أن يختار الموقف الذي يريده، المسألة لم تعد تحتاج إلي صرف حديث، أكثر من الذي صرف في السنتين الماضيتين، الكل يتحدث و البعض يبحث عن تبريرات، و الميليشيا تفعل الذي تريده، و هي مدعوم من الخارج.. نسأل الله النصر و التوفيق..

 
                                    