علق الناس آمالا عراضا يحدوها التقدم والإزدهار والنماء والرفاه من فج عميق،على مقدم “د.كامل إدريس”حين تم تعيينه رئيسا للوزراء.
توسم المواطن فى الرجل خيرا،كي يخرج البلاد من “وهدتها”،ويخرجها من “الجب”العميق الذي وقعت فيه،بفعل بني جلدتها الذين إستابحوا السودان،وجعلوه مرتعا خصبا للتدخل الأجنبي السافر،والذي فاق كل الحدود والأعراف والقوانين، وتجاوز كل قيود الأخلاق حتي.
تفائل أهل السودان بمقدم “إدريس”،عسي أن يضع برنامجا سياسيا وتنفيذيا وإقتصاديا وخدميا عاجلا،برنامجا يضع حدا فاصلا لحالة “التوهان والشرود والتغابي” السياسي،ثم يضع مشرطه على جسد الإقتصاد المنهك والمصاب بأمراض مزمنه، أبرزها الفساد الذي أضحي “سرطانا” يأكل شئ.
ومن بين ثنا ذلك يتم إجراء إصلاحات مبشرة لقطاعات “الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والطرق والكباري”،فضلا عن إنتهاج سياسية خارجية متزنه تضع المصلحة القومية العليا نصب الأعين.
وقبل ذلك كله،كان الرجاء الأعظم والمربط الأهم،أن يفرض “كامل إدريس”هيبة السلطة المفقودة فى مؤسسات الدولة كآفة،خاصة المناط بها إنفاذ العدالة والقانون.
فإذا بالرجل يمتهن “التوعك” إبان زيارته السعودية،غطاءا لفشل يدمي القلب ويبكي العين المحبه لهذا البلد،زيارة مرغت “سيادة البلد” فى مقتل،هذا أنسب وصف لها.
وإذا بالرجل يلقي كلمة قوية فى منبر الأمم المتحدة الآخير،تفاعل معها الناس لقوتها وهيبتها،عسي أن يطبق ماورد فيها،لكن الرجل إستمرأ الفشل الذي جعلنا فى مؤخرة الدول،حين هتف فى أرتريا “عاش الرئيس أسياس”،وكأن الرجل يقود مظاهره أو إعتصاما لبني “قحط” أو لشلة “صمود” التى تزيأت بالخيانه والجبن والعار والخسه!!.
رئيس وزراء لبلد كان ملء السمع والبصر،يهتف كما أؤلئك الذين كانوا يقفون خلف اللافتات ويقولون لك ببلاهة الدنيا كلها:”نأسف الوطن تحت التشييد”!!،وهم الذين حطموه وحرقوه وجعلوه أثرا بعد عين،بأفعال وأقوال وشعارات صبيانيه، رعتها “قحط” ومخابرات الرباعيه،تحت مرأي ومسمع من “البرهان وكباشي والعطا”،الذين لم يحركوا ساكنا آنذاك وكأن الأمر لايعنيهم!!.
إن كان رئيس الوزراء يهتف كما رواد السوق العربي،وكما رواد المساطب الشعبية فى الملاعب الرياضية السودان،فما الذي يمكن أن يفعله “العوام”من الناس، خاصة الذين لايرجي منهم!!.؟.لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
منذ ان تولي “البرهان” حكم السودان فى العام( ٢٠١٩) وحتى هذه اللحظه،نحن من درك إلى درك أسوأ،ويثور هنا السؤال المهم:من الذي يعبث بالسيادة السودانية؟ومن الذي يعبث بالإصطفاف الوطني الجامع خلف الجيش ومسانديه؟.
ومن الذي يختار العناصر “الرخوة والضعيفة وغير القادرة على العطاء والإبتكار والتجديد”فى المناصب التنفيذية العليا؟.
ألم يشاهد الفريق “البرهان” الهتاف المريب لرئيس الوزراء فى أرتريا،أم أن الأمر لايعنيه كما عودنا دائما على الصمت المريب،حينما يتطلب الأمر التدخل الحاسم؟.
ألا يعلم “البرهان” الفوضي الإدارية والمالية التى ضربت مؤسسات الدولة التنفيذية، نتيجة إنعدام الرقابة والمتابعة والمحاسبة والعقاب،أم أن الأمر لايعنيه أيضا؟!.
لماذا يغض “البرهان” الطرف عن حديث الفريق “ياسر العطا”الذي قال فيه:”إن مؤسسات الدولة مليئة بالجنجويد والقحاطة”!!!،هل هم الأقوي،أم ماذا هناك؟.
جاهدت القوات المسلحه فى معركة الكرامة جهادا عظيما،وقاتل مسانديها بكل المسميات والتشكيلات قتالا رفع رأس كل سوداني،قدموا أنفسهم وأموالهم رخيصة من أجل كرامة الشعب السوداني،ومازالو يقدمون الغالي والنفيس،وأصبحوا بذلك هم الحلقة الأكثر قوة فى هذه المعركة.
إلا إن الحلقة الأكثر ضعفا هي حلقة قيادة مجلسي السيادة والوزراء،!!التى تظهر من الأفعال والأقوال والبرود والصمت والوقوع فى الأخطاء،مايعطيك إحساسا مليئا بالريبة والشك!!.
على سبيل المثال،صمت الفريق “العطا”عن الحديث عن الدور “القذر” الذي لعبته “الإمارات”ضد شعب السودان فى هذه الحرب “المقيته”،وأخاط “الإعيسر” فمه بمخيط من حديد وصام عن كل شئ!!!.
بينما لم يتكرم رئيس الوزراء منذ مقدمه ،عن كشف دور “الإمارات” ولاببنت شفه!!
وقبله لم نسمع “للبرهان وكباشي”حديثا واضحا عن دور هذه الدويلة الطارئة على التأريخ والجغرافيا،فى قتل ونهب وإغتصاب الشعب نهارا جهارا!!.
أخطاء كثيرة،تحدث من مجلسي السيادة الوزراء لايسع المجال لذكرها،لكنها تجعلك تتساءل وبإستغراب شديد:ماالذي يحدث من وراء الحجب ومن وراء الستار؟!!.
سؤال آخير:
من الذي يتعمد الحديث والتخطيط لعودة “عملاء” مليشيا “آل دقلو” الإرهابية،ولعودة عناصر “صمود”المنبوذين من كآفة قطاعات الشعب السوداني؟.
ومن الذي يسعي لضرب “إسفين”بين القيادة والشعب،بغية تدمير ماتبقي من اللحمة الوطنية،إن كان “البرهان”يعلم ويصمت فهذا مفزع ومريب،وإن كان لايعلم فعلى الدنيا السلام؟!.