الثلاثاء, أكتوبر 14, 2025
الرئيسيةمقالاتقصاصات وطنية .. ...

قصاصات وطنية .. بقلم : مصطفى عبيدالله ال ( CAF ).. في كوستي

كوستي .. تلكم المدينة النيلية الهادئة التي اعتادت أن تُهدي الوطن رجالًا في شتي ميادين العطاء بدءا بالتعليم ..الرياضة .. الثقافة .. الجندية .. الخ .. ها هي اليوم تعود لتحتفي بواحد من أبنائها البررة .. الأستاذ / متوكل عباس عقيد .. رئيس اللجنة القانونية بالاتحاد السوداني لكرة القدم وذلك بعد اختياره مراقبا إداريا بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) .. كواحدة من صنوف العطاء التي ادمنتها هذه المدينة .. وهو شرف لا يليق إلا بمن تربّى على قيم الانضباط والعطاء في بيت معلم الأجيال الأستاذ / عباس عقيد أحد الرموز التي غرست في أبنائها حب الوطن والتميز في كل ميدان .. هذا الإختيار ليس مجرد تكريم شخصي بل هو إحتفاء بمدينة كوستي وولاية النيل الأبيض بأسرها التي لطالما أنجبت المبدعين في مجالات شتى .. واليوم تمد جسراً جديداً نحو القارة الإفريقية عبر نافذة كرة القدم .. فالمهمة وإن كانت إدارية بحتة .. إلا أنها تفتح أبوابا واسعة لاكتساب الخبرات وتبادل التجارب التي يمكن أن تسهم في تطوير كرة القدم السودانية .. خاصة وأن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم نفسه ولد في حجر السودان في خمسينيات القرن الماضي .. بمشاركة مصر وإثيوبيا وجنوب إفريقيا .. لتبدأ وقتذاك رحلة القارة نحو توحيد جهودها في الميدان الرياضي وليتها فعلتها في المجالات كافة ..
ليس غريبا أن يخرج من أحياء كوستي .. ومن حي المرابيع تحديدا من يسير على خطى العظماء من أبناء إفريقيا الذين انطلقوا من القرى والحواري الصغيرة ليصنعوا لأنفسهم أسماء خالدة في سجل القارة والعالم فمن منا لا يذكر الكاميرون حينما بزغ نجم صمويل إيتو الذي قاد “الأسود التي لا تروض” إلى قمم المجد الإفريقي و ليبيريا ونضال جورج ويا الذي عبر حدود الملاعب إلى قصر الرئاسة نموذجا في الإصرار والطموح .. و مصر محمد صلاح .. الذي جعل من كرة القدم جسرًا للتعريف بوجه إفريقيا المشرق .. كل هؤلاء بدأوا من مساحات متواضعة لكنهم حملوا أحلام قارتهم في قلوبهم ..
اليوم .. متوكل عباس عقيد يسير على ذات الطريق .. ممثلًا للسودان في واحدة من أرفع مؤسسات كرة القدم في القارة ليكون ضوءًا جديدًا ومشعلًا يهتدي به عشاق المستديرة .. في السودان عامة وفي بحر ابيض علي وجه الخصوص .. حيث لا تزال الملاعب الشعبية في الحلة الجديدة والنصر والمرابيع وحي الشاطئ والسكة حديد تفيض بالمواهب التي تنتظر فقط من يرعاها ويؤمن بها
إن إختيار متوكل ليس نهاية الطريق في الإحتفال والاحتفاء بل هي بدايته ..
بداية لمرحلة جديدة من الانفتاح الإداري والتواصل المهني .. وفرصة لأن يستعيد السودان دوره الريادي في بيت الكرة الإفريقية تمامًا كما كان في البدايات الأولى لتأسيس ال (CAF ) قبل سبعة عقود …
فهنيئًا لكوستي بمتوكل وهنيئًا للسودان بما تبذله كوادره من جهد لإعادة إسم الوطن إلى الواجهة ليس بالأقدام وحدها .. بل بالعقول التي تدير وتخطط وتصنع الفارق .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات