الأربعاء, أكتوبر 15, 2025
الرئيسيةمقالاتعودة الاتحاد العام للطلاب السودانيين عودة الوعي والفاعلية الوطنية.. ...

عودة الاتحاد العام للطلاب السودانيين عودة الوعي والفاعلية الوطنية.. بقلم د. إسماعيل الحكيم


لم تكن غيبة الاتحاد العام للطلاب السودانيين توقف تنظيمي أو فراغ إداري فحسب ، بل كانت فجوة عميقة في الجسد التعليمي والطلابي، تركت آثارها على الوعي الجمعي الطلابي وعلى البنية المؤسسية للتعليم العام والعالي على السواء. فالاتحاد عبر تاريخه الطويل، لم يكن واجهة طلابية فقط، إنما كان مدرسة للوطنية، ومنبرًا للتعبير، ومختبرًا لإعداد القيادات الشابة التي حملت على عاتقها هموم الوطن وعبء المرحلة.
إن عودة الاتحاد اليوم ليست حدثًا ثانوياً عابرًا ولا استعادة لشكلٍ قديم رتيب بل هي ضرورة وطنية وتعليمية واجتماعية ملحة في لحظة مفصلية من تاريخ السودان.
ففي ظل حرب الكرامة التي يخوضها الوطن دفاعًا عن وجوده وهويته، تتجلى الحاجة الماسة إلى تنظيمٍ طلابيٍ واعٍ، يستنهض العزائم، ويوحّد الجهود، ويغرس في نفوس الطلاب قيم الانتماء والبذل والعطاء.
ولقد شكّل غياب الاتحاد خلال السنوات الماضية فراغًا هيكليًا خطيرًا داخل المؤسسات التعليمية، حيث افتقد الطلاب الجهة التي تعبّر عنهم، وتنظّم صفوفهم، وتدافع عن مصالحهم الأكاديمية والاجتماعية، وتنسّق جهودهم في خدمة مجتمعهم ووطنهم. وبهذا الغياب، غابت أيضًا الروح الطليعية التي لطالما ميّزت الحركة الطلابية السودانية عن صويحباتها في الإقليم ، تلك الروح التي كانت تقف دائمًا في مقدمة الصفوف كلما نادى الوطن.
إن عودة الاتحاد العام للطلاب السودانيين اليوم تمثل إسنادًا وطنيًا مؤسسيًا يعيد للتعليم توازنه، ويمنح الطلاب منبرًا شرعيًا ومسؤولًا للتعبير والمشاركة، ويسهم في تطوير العملية التعليمية من خلال الشراكة بين الطلاب والإدارات التعليمية ومؤسسات الدولة.
فالاتحاد هو جسر التواصل بين الجيل الصاعد ومؤسسات الوطن، وهو الحاضنة الطبيعية للأفكار والمواهب والمبادرات التي تنهض بالبلاد في مرحلة البناء والإعمار القادمة.
وفي سياق حرب الكرامة وما بعدها، يصبح دور الاتحاد أكثر عمقًا ومسؤولية إذ تقع على عاتقه مهمة التعبئة الوطنية، وبناء الوعي الطلابي، وترسيخ ثقافة الصمود والعمل والإعمار. فالطلاب هم وقود النهضة وسواعد المستقبل، ومتى ما وُجهت طاقاتهم الوجهة الصحيحة، نهض بهم الوطن من رماده أكثر قوةً ووحدةً وإشراقًا باذن الله تعالى..
إننا اليوم، إذ نرحّب بعودة الاتحاد العام للطلاب السودانيين، لا نحتفل بماضٍ مجيد فحسب، بل نستعيد روح السودان الشابّ، وروح المبادرة والعمل والمسؤولية.
ولعل هذه العودة تكون بدايةً لمرحلة جديدة من الوعي الطلابي الوطني المسؤول، الذي يؤمن بأن التعليم ليس جدرانًا وكتبًا فحسب، بل رسالةٌ، وموقف، وانتماءٌ للوطن الذي يستحق أن ننهض جميعًا من أجله.

Elhakeem.1973@gmail.com

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات