الثلاثاء, أكتوبر 14, 2025
الرئيسيةمقالاتالعيلفون ارض تنبض بالوجع… ...

العيلفون ارض تنبض بالوجع… بقلم منى المقابلي..

تأتي الذكرى الثانية لاقتحام مدينة العيلفون من قبل مليشيا الدعم السريع والذاكرة العيلفونية لازالت تحتفظ بذلك اليوم الدامي والمرعب الذي جعل نهارها كليلها من شدة الدخان والبارود.
سماء العيلفون الصافي اضحى ملبدا بسحب الدخان اسودا كسواد القلوب التي دخلتها غدرا لتنال من إنسانها الأعزل .
ما إن وطئت اقدام المليشيا المتمردة يوم الخميس الخامس من اكتوبر 2023 ارض الاجداد الطاهرة إلا وقد جعلت من تلك المدينة الوادعة موقعا عسكريا مارست من خلاله كل العمليات العدائية ضد معسكر سلاح المهندسين بالعيلفون مستخدمة بيوت المواطنين ، مستغلة عالي البنايات ، للقنص والاستهداف ، جاعلة من شوارع العيلفون الجميلة ميدانا تدور في رحاه المعارك الشرسة التي كادت تقضي على الاخضر واليابس.
لم تسلم بيوت العيلفون من الخراب والتدمير الممنهج علاوة على سقوط الدانات عليها وطلقات الرصاص.
البيوت العامرة بأهلها الذين هجروا قسرا من اول يوم لدخول المليشيا اصبحت ملاذا تتحصن من خلاله عصابات المليشيا ، ومكانا لارتكاب الجرائم ، وبيئة خصبة ، لمعتادي السرقات الذين نهبوا حتى اسقف البيوت الصامدة واحالوها الى بيوت اشباح تشكو لله صنيع الاوباش ، وتبكي غياب اهلها الذين هجروها زمنا طويلا .
اشتاقت الجدران رائحة اهلها فقد سئمت من رائحة الدماء النتنة ولم تقو على الصبر والصمود امام دوي المدافع ، ومناورات الخريف ، وسنوات الهجر .
فالعيلفون التي كانت تعج بطلبة العلم والمعرفة وتصبح وتمسي على صوت المآذن وترتيل طلاب خلاوى القران الكريم اضحت مرتعا للفساد ، اوصدت المساجد لذكر الله ، وفتحت لقوم لطخوها بالدماء .
صور يعجز الانسان عن وصفها وكأنما بين المليشيا ومواطن العيلفون ثأر كبير نظرا لما لحق بالعيلفون من اضرار على كافة المناحي مساجد ، ومدارس ، واسواق ، ومنازل ، ومرافق عامة ، جميعها لم تسلم من بطش الجبابرة ، فقد نهبوا كل شي ، حتى مولدات الكهرباء. ماجعل المدينة من اكثر مدن السودان تضررا فقد باعواحتى ابوابهم ونوافذهم واسقف بيوتهم في مايسمى بأسواق (دقلو ) نهارا جهارا ولم يتركوا شيئا
جميع ممتلكات المواطنين تمت سرقتها وعرضها بأبخس الاثمان .
بئس القوم مليشيا الغدر والسرقة والارتزاق التي جعلت المواطن العادي نازحا يبحث عن الامان مجردا من كل شي .
ماحدث للعيلفون لايغتفر ، سنوات مضت ، ومازالت مشاهد الصغار حضرة في الاذهان حفاة ، يبحثون عن قبلة تؤويهم ، يصرخون يشكون طول الطريق ، والناس زرافات ووحدانا يمشون سيرا على الاقدام ، كبيرهم وصغيرهم ، ومريضهم ، في مشهد يدمي القلب بعد ان تعرضوا للاهانة والشتم والسب وقد اخرجوا من ديارهم بغير حق والعبرات تسد حلوقهم والدمعات تملأ خدودهم.
يودعون ديارهم جنة عدن بين مصدق ومكذب من هول الفجيعة والشوق والحنين يلازمهم لها في كل الخطى ويصعب حتى الالتفات ، اما الرجوع لها فقد كان حلما بعيدا .

حاجة اخيرة..

عودة جنة عدن عودة وطن فقد عادت الروح لأهلها الذين فارقوها جسدا ، كان ابناؤها تروسا لها ، فكم من شهيد ، وكم من جريح ، وكم من أسير.

آخر القول..

مها اشتد الظلم لابد لشمس الحق ان تشرق من جديد فقد اشرقت شمس وطني وعادت الحياة.

5/10/2025
منى المقابلي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات