الأربعاء, أكتوبر 15, 2025
الرئيسيةمقالاتفلق الصباح ...

فلق الصباح في يومه العالمي وفي كل يوم..قم للمعلم. علي بتيك يكتب…


التعليم هو أساس النهضة والتطور والإنفاق على التعليم أحد معايير التقييس والمفاضلة بين الأمم ومؤشر للتقدم والازدهار. ويعد المعلم أحد ركائز العملية التعليمية فإعداده وتوقيره جزء لا يتجزأ من تطوير التعليم وجودته.ومن خلال التعليم تتم صياغة الإنسان تنشئة وتربية ليكون مواطناً صالحاً.لذلك أغلب المشكلات وماتعانيه المجتمعات مرده خلل في التربية والتعليم الذي يعنى بتعزيز ثقافة حب الوطن والشورى والتعاون و الصدق والأمانة واحترام الآخر والقانون إلى غير ذلك من قيم الحق والخير والجمال. ومما يؤسف له مفاصلة التعليم للتربية إذ كاد أن يتخذ منحا أكاديمياً صرفا وليتهم أفلحوا في هذا التوجه.
لقد كان المعلم وحتى وقت قريب هو المربي والداعية والمصلح والقائد المجتمعي ولاتزال ذاكرة الجميع تحتفظ بنماذج لأولئك المعلمين الرساليين.لكن استهتار الحكومات المتعاقبة واستسهال العبث بالمناهج وتغييرها بدافع التطوير كان وبالا ولعل آخرها ما حدث في عهد “حمدوك” الذي أسند ملف المناهج لمن يشكك في منهج خاتم رسالات السماء ليفعل كل ذلك في فترة انتقالية ليست مفوضة ولامخولة لمثل هذا لاسيما وأنها غيبت إرادة الجماهير ممثلة في المجلس التشريعي.
ويحمد لشعبنا أنه لايزال يؤمن بأهمية وعظم دور التعليم ترقية للسلوك وتقدم الحلول لكل مشكلاته لذلك ظل هو أكبر داعم ولو رفع يده لعجزت أغلب المدارس عن تسيير دولاب العمل اليومي ولأغلقت أبوابها.
ومن جوانب التقصير الحكومي تردي البيئات المدرسية وأسس اختيار المعلمين بعيداً عن الشهادات وغياب برامج التدريب المستمر تأهيلا للمعلمين وأعداد لايستهان بها من العاملين في حقل التعليم ولوجوا باحثين عن وظيفة فضلوا الطريق. وهنا لابد وأن نستدعي نماذج المعلمين الأكفاء قراءة لسيرهم واقتفاء لأثرهم واقتداء بهم ومن هؤلاء على سبيل المثال الأستاذ حسن نجيبة ابن سنجة الذي انتدبته السلطة الاستعمارية لتعليم أبناء الكباببش في بادية كردفان الشمالية فسطر للسودان سفرين قيمين هما “ذكرياتي في البداية& ملامح من المجتمع السوداني” وليت الأول يقرر في مناهج التربية ومعاهدها ولو من باب الثقافة والتجارب.الأستاذ المخضرم اندمج في المجتمع وهو يعلمهم في حلهم وترحالهم متنقلاً معهم على ظهور الإبل وهو من ابتدع مشروع المدارس الجوالة لتعليم أبناء الرحل.ونبه نجيلة مبكراً للصراعات القبلية التقليدية حول الماء والكلأ وتحولها للنهب المسلح.وكيفية التقاء وتوافق السلطات الاستعمارية والإدارة الأهلية في وجهة نظرهم من أن التعليم سيضعف سيطرتهم وسيدفع المتعلمين للتحرر من سلطانهم.
وما دمنا في يوم المعلم لابد من اتكاءة في ديوان الأدب وقوفا مع أمير الشعراء شوقي ورائعته ذائعة الصيت
قم للمعلم وفه التبجلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً
صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا
وَإِذا المُعَلِّمُ لَم يَكُن عَدلاً مَشى
روحُ العَدالَةِ في الشَبابِ ضَئيلا
وَإِذا المُعَلِّمُ ساءَ لَحظَ بَصيرَةٍ
جاءَت عَلى يَدِهِ البَصائِرُ حولا
وَإِذا أُصيبَ القَومُ في أَخلاقِهِم
فَأَقِم عَلَيهِم مَأتَماً وَعَويلا
وَإِذا النِساءُ نَشَأنَ في أُمِّيَّةً
رَضَعَ الرِجالُ جَهالَةً وَخُمولا
لَيسَ اليَتيمُ مَنِ اِنتَهى أَبَواهُ مِن
هَمِّ الحَياةِ وَخَلَّفاهُ ذَليلا
إِنَّ اليَتيمَ هُوَ الَّذي تَلقى لَهُ
أُمّاً تَخَلَّت أَو أَباً مَشغولا
..وممن نسجواعلى منواله مساجلة ومعارضة إبراهيم طوقان القائل: شوقي يقول وما درى بمصيبتي
قم للمعلم وفّه التبجيلا
ويكاد يقلقني الأّمير بقوله
كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة
لقضى الحياة شقاوة وخمولا
نأمل أن يرقى ملف التعليم إلى سلم أولويات الدولة فهو الرافعة والجهل يهدم بيت العز والشرف..وفي يومهم العالمي المؤرخ قي الخامس من أكتوبر..سلام سلام للمُعلمين
ناشرِين العِلِم غارسِين القِيَم
يحاربُو الجَهَل بسلاح القَلَم

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات