السبت, أكتوبر 4, 2025
الرئيسيةمقالاتتحبير الواقع... ...

تحبير الواقع… إبادة جماعية تنفذ في الفاشر .. والرباعية الدولية صم بكم بقلم/ محمد شعيب

▫️بعد أن أيقنت أنه من الاستحالة بمكان إسقاط مدينة الفاشر؛ استدعت قادة مليشيا الدعم السريع خطتها الأخيرة لمشروعها الشيطاني تهدف إلى إبادة المواطنين الصامدين انتقاماً وتشفياً لفشلها في السيطرة على مدينة الرشيد لتعلن بذلك سيادتها الكاملة على إقليم دارفور.

▫️ردود الأفعال المتواصلة لقيادة المليشيا في إصدار تعليمات على ضاربي المدافع، ومشغلي الطائرات المسيرة بتكثيف الضربات في كل أوقات الليل والنهار على الأحياء السكنية: قتلاً، وتشريداً، وإفراغاً من أهلها، بعدما منيت بهزائم كبيرة في صفوفها في مختلف جبهات القتال؛ ماهو إلا الورقة الأخيرة التي تراهن عليها تلك القادة لتحرج بها حلفاءها الدوليين المتماهين معها في هذه الجرائم بغية تكثيف الضغوطات الدولية على الحكومة السودانية للقبول بالمبادرة المطروحة للرباعية الدولية للانخراط في محادثات تفضي إلى التوصل لحل سياسي للأزمة، دون الإشارة في بيانها إلى إمكانية محاسبة المليشيا على الفظائع النكراء التي لاتزال ترتكبها في حق المدنيين.

▫️مجازر سوق أنشئ حديثاً في الفاشر بعد خروج كل الأسواق الرئيسة من الخدمة نتيجة لحجم الدمار البشري والمادي الذي لحق بها؛ تعد من الشواهد والأدلة أن المليشيا ما بات هدفها السيطرة على فاشر السلطان، وإنما إبادة إنسانها المقاوم للعبودية والهوان، ويضاف إلى تلك المجازر، مجزرة مركز إيواء النازحين، وأكثرها فظاعة مجزرة المسجد التي راح ضحيتها أكثر من سبعين مصلياً.

▫️فاشر السلطان التي تغزل فيها كبار الشعراء، وتغنى لها عملاقة الفن السوداني، بات مدينة الأشباح، حيث البيوت المهدمة المهجورة، والمؤسسات العامة والخاصة المخربة، والطرقات والشوارع المدمرة، والأشجار والسيارات المفحمة، والأسواق والمتاجر المحترقة، كل ذلك الأحقاد التي أفرغتها قيادات المليشيا؛ إلا أن إنسانها قابلها بعدم الاستسلام، فآثر سبيل مقاومة الجوع بعلف الحيوان على مغادرة المدينة وتسليمها للغزاة الجبابرة. وبما أن هذه الشنائع تجرم بالقانون الدولي الإنساني، إلا أن العالم بالكاد أن ينطق، وعند النطق لا يتجاوز مداه سوى الإدانة وإعراب القلق ،أوإصدار أرقام للضحايا المحاصرين،وأعداد الشهداء دون إتخاذ أية إجراءات عملية للمحاسبة القانونية، أوتشكيل آلية في سبيل إنقاذ الناجين، وردع مرتكبي هذه الإبادات الجماعية.

▫️ومع ذلك أن آليات القتل والتبشيع لاتزال تحصد آلاف الأرواح المسجونة في المدينة، ومن تمكن الفرار خارجها؛ لاحقته هذه العصابات بالقتل، والتنكيل، والإذلال، لأن المليشيا التي كانت تزعم أنها ساعية إلى بسط فلسفة الديمقراطية في مؤسسات الدولة، واستعادة الحكم المدني، وحريصها على حراسة ثورة ديسمبر وإنزال أهدافها واقعياً ؛ تقزمت قوتها المميتة في الفاشر، فإذا مسعاها تجلت وانحصرت في إفناء المدنيين بالآلاف، وحصارهم، وتجويعهم، وإختطافهم، مثلما يحدث الآن في عاصمة ولاية شمال دارفور.

▫️هذه التضحية الوطنية الكبيرة التي قدمها مواطنو الفاشر في إفشال المخطط العشائري الإثني يجب للدولة أن تسارع خطاها أكثر فأكثر كخطة إسعافية نحو تدمير منظومات الأسلحة الثقيلة المتبقية للمليشيا من دبابات وهاوتزرات التي ألحقت خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين، ومن ثم تتبعها خطة عملية إجراء الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية بصورة عاجلة تخفيفاً لوطأة معاناة المواطنين إلى أن يتم فك حصارهم.

ومن النبأ الحزين، وضمن حملة الإبادة الجماعية الدائرة بالفاشر؛ قد استشهد اليوم “السبت” الزميل الإعلامي النور سليمان النور، مدير إعلام مكتب والي شمال دارفور، ومدير مركز النوراني للخدمات الإعلامية، نسأل الله أن يتقبله بقبول حسن وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يلهم آله وذويه الصبر الجميل وحسن العزاء.

“إنا لله وإنا إليه راجعون”.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات