قد تفتح مبادرة ترمب فيما لو نجحت في وقف الحرب الإسرائيلية على غزة شهية الرئيس الأمريكي للمزيد من طرح المبادرات في قضايا دولية أخرى وترفع من سقف طموحه في السعي لنيل جائزة نوبل للسلام،. ومنها قضية الحرب في السودان.
والتي من المتوقع أن تكون هي القضية التالية في أجندة الرئيس الأمريكي بعد قضية الحرب على غزة، صحيح ستأخذ حرب غزة قدراََ كبيراً من وقت وجهد ترمب ومعاونيه بسبب الطبيعة الشائكة والمعقدة لحرب غزة، ولكن في نهاية الأمر ستتمخض هذه الجهود وتتبلور في إتفاق نهائي يرضي تل أبيب وتوافق عليه حماس على مضض.
وبعدها سيكون السودان هو التالي ضمن قائمة الرئيس ترمب لفرض السلام في المنطقة، غير أن ترمب سيواجه واقع معقد وستتعثر خطاه كثيراً فيما لو أصر مستشاروه على تبني خطة “المجموعة الرباعية” سيئة الذكر والتي كانت ثمرتها إشتعال الحرب بسبب المحاولة الانقلابية التي قامت بها ميليشيا الدعم السريع بالتحالف مع قوى الحرية والتغيير للاستيلاء على السلطة بالقوة، وقد تم ذلك بمعرفة ومباركة من أطراف المجموعة الرباعية.
لن تجدي أي خطة تقوم على أساس المبادرة الرباعية في التوصل إلى حل حقيقي وإنهاء الحرب لأنها تقفز فوق الواقع وتمحو ثلاثون شهراََ من عدوان سافر على سيادة الدولة السودانية والشعب السوداني من مليشيا الدعم السريع الإرهابية المدعومة من قوى خارجية بمعاونة مرتزقة أجانب في أسوأ عدوان شهده السودان في تاريخه الحديث.
الرباعية التي تتحدث عن (طرفي الصراع) وتريد مساواة الميليشيا الإرهابية بالجيش السوداني العريق، ووضع حفنة من رجال الميليشيا المجرمين وحواضنهم العشائرية على قدم المساواة مع الشعب السوداني بأسره أمر غير مقبول وسيواجه برفض شعبي واسع النطاق.
ميليشيا الدعم السريع الإرهابية ليست مؤهلة لكي تعود إلى الحياة العامة في السودان فهي غير مؤهلة أخلاقياََ لذلك، ميليشيا الدعم السريع غير مؤهلة للعودة لممارسة أي صورة من صور العمل العسكري، غير مؤهلة للاندماج في القوات المسلحة وأفرادها يفتقدون إلى الحد الأدنى من الشروط الواجبة للانخراط في القوات المسلحة السودانية.
فكيف لقتلة ولصوص ونهابين وقطاع طرق ومغتصبين ومتعاطي مخدرات ومرتزقة ومخربين دمروا البنى التحتية والمرافق الحيوية المدنية وشردوا المواطنين ومارسوا ضدهم التجويع والقصف ونكلوا بهم أيما تنكيل، كيف لمثل هؤلاء أن يتم استيعابهم في القوات المسلحة وائتمانهم على مقدرات بلد دمروه وشردوا أهله..!!
وكيف لسياسيين عملاء للأجنبي خانوا وطنهم وخذلوا مواطنيهم ووضعوا أنفسهم رهناََ لأعداء السودان تنفيذاََ لمخططاتهم التدميرية وكانوا أداة طيعة في أيديهم لهدم وحدة وتماسك السودان، كيف لمثل خالد سلك وحمدوك وياسر عرمان والدقير وإبراهيم الميرغني وبقية قوائم السوء ممن باعوا أنفسهم وساندوا الميليشيا الإرهابية وأيدوها في ما قامت به من جرائم حرب وانتهاكات وفظائع بحق المدنيين والمواطنين الأبرياء، كيف لهؤلاء المارقين أن يعودوا بصك عفو بجرة قلم، على ظهر (تاتشر الرباعية) لممارسة العمل السياسي والتبختر والاختيال السياسي مشياََ على رفاة ولحود الشهداء الذين قتلوا برصاص الميليشيا وبالأسر والتجويع حتى الموت.
إن طموح الرئيس ترمب في نيل جائزة نوبل ينبغي ألا يكون على حساب الشعب السوداني بأي حال من الأحوال لأن في ذلك إهدار لكرامته وإراقة لعزته وتمريغاََ لكبريائه وتدنيساََ لشرفه، وإن كان ثمة حاجة إلى صيغة لإنهاء الحرب فلتكن على ساحة وميدان المعركة، معركة الكرامة، وليس هناك إلا أحد طريقين لإنهاء الحرب، فإما أن تستسلم الميليشيا وتسلم سلاحها، وإما أن تسحق سحقاََ على أرض المعركة.