السبت, أكتوبر 4, 2025
الرئيسيةمقالات✺ حين تعود الانتنوف… ينكسر الحصار، وتكتب كردفان ودارفور سطور المجد ✺✦السودان...

✺ حين تعود الانتنوف… ينكسر الحصار، وتكتب كردفان ودارفور سطور المجد ✺✦السودان يكتب التاريخ. بقلم/ عبير نبيل محمد

عادت السماء لتصدح بأصوات النصر، وعاد الأمل يحلّق فوق جناح الانتنوف بعد طول غياب.
في كل بلدة تتحرر، وفي كل مدينة تصمد، يكتب أبناء السودان سطور المجد بدمائهم وإرادتهم الصلبة، وتتعالى أصواتهم كالريح بين الجبال والسهول، لتنقل للعالم أن الوطن حي، وأن النصر حتمي لمن صمد وصان الكرامة.

تهلّلت الأرض بنور الانتصار في جبهات القتال، غير أن ذلك النور لم يخلُ من ظلال الفقد والفراق. فقد مضى خيرة شباب الوطن شهداء إلى الخلود، ليظل الثمن باهظًا، وكل نصر نقدمه يزيد من حقد وغل مليشيات الارتزاق، قتلة الأطفال وعبدة الشيطان.

ومع ذلك، فإن السودان وأبناءه الأوفياء ينهضون كالسد المنيع، يحملون على عواتقهم شرف المعركة وصون كرامة الإنسان. أبناء الأرض الذين يعرفون وديان كردفان وسهولها وجبالها، يزرعون فيها الصمود، ويكتبون على ترابها تاريخًا جديدًا من البطولة.


✦ ميادين الانتصارات: بارا ونور فجر أم صميمة

بارا —
كانت بارا فاتحة الانتصارات الكبرى، حيث شنت القوات المسلحة هجومًا مدروسًا بمساندة القوات المشتركة، وتمكنت القوات من استعادة المدينة بالكامل بعد انسحاب المليشيات.
في الشوارع، تصدّى المقاتلون للرصاص والقذائف، وانتابهم شعور بأن كل خطوة على الأرض تُكتب تاريخًا جديدًا. المشهد كان مزيجًا من الصمود والبسالة، والمدينة ارتجت تحت وقع أقدام الجيش والقوات المشتركة وهم يقتحمون خطوط العدو، مصممين على إعادة الأمن واستعادة الكرامة لكل ساكنيها.

أم صميمة —
بعد نجاح عملية بارا، تحوّل الزخم نحو أم صميمة، حيث خاض الجيش والقوات المشتركة معارك ضارية، واستعادت البلدة تدريجيًا من قبضة الدعم السريع.
في كل شارع وزاوية، كان الصدى يتردد: إرادة لا تُقهر، وعزيمة تتحدى الموت. القوات المشتركة والجيش عملوا بتنسيق استراتيجي محكم، حيث تمشيط المناطق المحيطة لتثبيت السيطرة ومنع أي عودة محتملة للعدو، مع الحرص الكامل على حماية المدنيين. كان الصمود والتخطيط الذكي يشكلان معًا لوحة نصر مؤثرة، لا تُنسى في صفحات التاريخ.


✦ عودة الانتنوف إلى الفاشر: لحظة كسر الحصار

حين ارتفعت الانتنوف فوق سماء الفاشر بعد غياب طويل، ارتجفت المدينة فرحًا، وعلت الزغاريد من البيوت، وانسكبت دموع الفرح على وجوه الصغار والكبار على حد سواء.
الطائرة لم تكن مجرد تحليق في السماء، بل رمزًا للنصر والحرية. الأطفال خرجوا يشيرون إليها، النساء رفعن أكفّهن شاكرات لله عز وجل، والأبطال رأوا في جناحيها وعدًا بفك الحصار الطويل، وعودة الحياة إلى مدينتهم المحاصرة.

حاولت المليشيات الرد بالقصف المدفعي، لكن أصوات المدافع ذابت أمام فرحة المحاصرين وأصوات البشرى، مؤكدين أن السماء عادت إليهم.
وأكدت القيادة العسكرية أن التحليق تحقق بعد إزالة منظومات الدفاع الجوي للعدو، وأن نجاح الإسقاط الجوي في الفرقة السادسة مشاة يمثل نقطة تحول جديدة لفك الحصار الطويل عن الفاشر، مع استمرار دعم القوات المشتركة في التنسيق الميداني والعمليات على الأرض.


✦ زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان: متابعة حثيثة وحرص قيادي

جاءت زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لولاية شمال كردفان لتؤكد جدية القيادة العليا في متابعة سير المعارك عن قرب، بعد جولتين سابقتين شملت أم روابة ورهيد النوبة.
ابتدأت الزيارة بمدينة بارا حيث وقف الفريق على الأوضاع الميدانية، وتابع جهود الجيش والقوات المشتركة في حماية المدنيين وتعزيز الأمن، ثم واصل إلى مدينة الأبيض للاطلاع على خطط غرفة السيطرة المتقدمة والحصول على توضيحات شاملة حول سير العمليات والمستجدات.
الزيارة حملت رسالة صلبة لكل المقاتلين والمدنيين: النصر يتطلب تواصل القيادة في الميدان، والصمود هو الطريق للحفاظ على كل شبر من الوطن وضمان سلامة الشعب.


✦ الجانب الإنساني في الميدان

رغم ضراوة المعارك، ظل الجيش والقوات المشتركة وجميع القوات المقاتلة يضربون أروع الأمثلة في الصمود والعزيمة.
المحاصرون لم ينكسروا، بل صمدوا في وجه القصف والرصاص، متشبثين بحياة كريمة وكرامة الوطن.
الجيش وكل القوات المقاتلة لم يكونوا فقط درعًا يحمي الأرض، بل كانوا سندًا للإنسان؛ يحملون الجرحى على أكتافهم، ويبقون في الميدان مع المدنيين، ليؤكدوا أن المعركة ليست فقط مواقع واستراتيجيات، بل حماية لحياة كل فرد في المدن والقرى.
كل لحظة على الأرض، وكل تقدم إلى الأمام في الخطوط الأمامية، كانت شهادة على تضحيات لا تُنسى وشجاعة تستحق أن يُكتب لها التاريخ. صوت الطلقات، دوي الانفجارات، وانتصار كل وحدة على الأرض كان يخلق لوحة درامية حقيقية، ينقل شعور النصر إلى كل من يشاهد ويسمع.


✦ قوة الإرادة والوحدة

سر الانتصار الحقيقي لم يكن في العتاد وحده، بل في وحدة الصف. حينما وقفت القوات المسلحة والقوات المشتركة وكل المقاتلين كتفًا بكتف، اختفت العصابات المرتزقة، ويبقى اسم واحد فقط: الوطن.
في الوحدة والتضامن، يجد الشعب والسودان أملًا لا يلين، وإرادة لا تُقهر.


✦ الرسالة إلى الداخل والخارج

هذه الانتصارات تقول للشعب: لسنا وحدنا، هناك رجال ونساء يحملون الوطن في دمائهم.
وتقول للعالم: السودان لن ينكسر، ولن يكون أرضًا سائبة للمرتزقة أو مطمعًا للغزاة.
في كل معركة، في كل بلدة محررة، تثبت القوات المسلحة والقوات المشتركة وكل أبنائها المقاتلين في الميدان أن صمود السودان ليس مجرد كلمات، بل إرادة حية تنبض في كل شبر من أرضه.


سلام وأمان فالعدل ميزان
✍️ توقيع لا يُنسى
أنا الرسالة حين يضيع البريد…
امرأة من حبر النار.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات