┉┅═══✺◈✺═══┅┉
✨ مقدّمة شعرية ✨
سيفُ البَرَاءِ إذا تَقدَّمَ زاحِفًا،
خَشَعَتْ لِهَيبَتِهِ الطُّغاةُ وساحَةُ المَيْدانِ.
وآلُ بَدْرٍ في الكرامةِ مِنبرٌ،
يُهدي العُطاءَ وتستضيءُ بهِ الأكفانُ.
يا آلَ بَدْرٍ في السِّجادةِ والرّايةِ،
أنتُم وَفاءٌ، والعُهودُ لكم ضمانُ.
┉┅═══✺◈✺═══┅┉
يا آلَ بَدْرٍ في السِّجادةِ والرّاية،
أنتمْ وَفاءُ العهدِ، وأنتمُ الزادُ في القضايا.
في السُّودانِ، حيثُ تتقاطعُ السُّيوفُ مع الرّايات، وتلتقي دماءُ الشهداءِ بِبَرَكاتِ الأولياءِ، يسطعُ اسمُ الشيخ عبد الله البَدْرِي، شيخُ السِّجادةِ العريقةِ ورايةُ التَّصوُّفِ الرّاسخة، الذي جَمَعَ بينَ نورِ الدعوةِ وكرمِ اليد. وقد غَرَسَ في تلاميذه وأبنائه أن تكونَ السِّجادةُ صلةً بينَ الرّوحِ والجهاد، وأن تَمتدَّ بركاتُها من حلقاتِ الذِّكرِ إلى ساحاتِ البَذلِ والعطاء.
ومن ضِفَّةٍ أخرى من التّاريخ، يقفُ البراء بن مالك، فارسُ التّضحيةِ والإقدام، سيفُ العِزِّ في ميادين النِّزال. وبينَ هذَينِ النّبعَين، نبعِ الكَرَمِ ونبعِ الشجاعة، جاءت زيارةُ الوفاءِ التي قامَ بها قائدُ فيلقِ البراءِ بن مالك – قطاعُ نهرِ النيل / قطاعُ بربر – المجاهد المصباح أبو زيد طلحة، إلى منطقةِ القُدُواب بمحليةِ بربر.
✦ العزاءُ والوفاءُ والعطاء ✦
بدأت الزيارةُ بأداءِ واجبِ العزاءِ لأسرةِ الشهيد أمين حسن هارون في منطقةِ القلوباب / قطاع العبيدية الفاروق، ثم تواصلَ اللقاءُ عند الخليفة البشري عبد الله البدري، خليفةِ الشيخ عبد الله البَدْرِي، حيثُ استُقبِلَ الوفدُ بترحابٍ أصيلٍ وكرمِ ضيافة، كما هي سجايا آلِ البَدْرِي.
✦ أبرزُ مخرجاتِ الزيارة ✦
تَكفَّل مستشفى الشيخ عبد الله البدري الجامعي بعلاجِ جميعِ جرحى المستنفرين في فيلق البراء بن مالك مجّانًا وعلى نفقةِ المستشفى.
تجديدُ العهدِ الذي أطلقَهُ الشيخ عبد الله البَدْرِي في معركة الكرامة، بأن يكونَ عَونًا للجَرحى والمصابين رغم بُعدِ المسافة آنذاك.
التذكيرُ بالدّعم الكبير الذي قدَّمَه آلُ البدري سابقًا للفيلق، من موادٍّ تموينيّة وغذائيّة ضخمة، كانت سندًا للمقاتلين في أصعبِ الظُّروف.
تقديمُ الخليفةِ البشري هديةً رمزيةً للمجاهدِ المصباح، تمثّلت في عصا الشيخ، والتي وعدَ المصباحُ أن يحملَها ليُبَشِّرَ بها بشارةً إلى الفاشر بإذنِ الله تعالى، في دلالةٍ على بركةِ العهد وصِلة المودّة.
✦ معركةُ الكرامة… عهدٌ لا ينقطع ✦
لقد كانت معركة الكرامة من أشدِّ المعارك التي خاضَها المجاهدون، وهناك تعهَّد الشيخ عبد الله البَدْرِي أن يكون نصيرًا للجَرحى والمرابطين. ورغم أن بُعدَ المستشفى عن خطوطِ النار حالَ دون الاستفادة المباشرة من عطائه، إلّا أن ذلك العهد ظلّ شاهدًا على الوفاء. واليوم، يُجدّد آلُ البدري ذلك الوعد، ليُؤكّدوا أن الكرامةَ ليست معركةً تُخاض بالسِّلاحِ وحده، بل رُوحٌ ممتدّة عبر الأجيال، بالتصوفِ والدعمِ والإخلاص.
✦ دلالاتٌ ومعانٍ ✦
هذه الزيارةُ لم تكن مجردَ لقاءٍ اجتماعي، بل كانت رسالةً عميقةً بأن السِّجادةَ الصوفيةَ وراياتِها لا تنفصلُ عن ميادين الكفاح، وأن العطاءَ الروحي والاجتماعي هو السّندُ الحقيقي للمجاهدين. فقد مثَّل تكفّل مستشفى البَدْرِي بعلاجِ الجرحى موقفًا إنسانيًا خالدًا، يُؤكِّد أن النصرَ لا يقوم على السلاح وحده، بل على تماسكِ المجتمعِ بأسره.
✦ كلمةُ شكر ✦
يتقدَّم فيلقُ البراءِ بن مالك بخالصِ الشكرِ والعِرفانِ لآلِ البَدْرِي الكرام على مواقفِهم المشهودة، مؤكّدين أن هذه السجايا الخالدة ستبقى ذخراً يُرفَع في كلِّ ميدانٍ من ميادين العزّة والكرامة، وأن هذا التلاحم بين السيف والراية عهدٌ يتجدّد ما دامَ في الوطن رجالٌ يكتبونَ التاريخَ بالدمِّ والوفاء.
يا فيلقَ البراءِ… أنتمُ السَّيفُ والوَفاء،
دمُ الشُّهداءِ زادُكم، وصبرُكم ضياء.
رحم الله جميع الشهداء وأسكنهم فسيح الجِنان، وجعل دماءهم الطاهرة شمسًا تُضيء دروب الوطن.
ونسأل الله عز وجل الشفاء العاجل لكل الجرحى والمصابين، وأن يمنّ عليهم بالقوة والصبر لاستكمال مسيرة العطاء والوطنية.
┉┅═══✺◈✺═══┅┉
سلامٌ وأمانٌ فالعَدلُ ميزان
✍️ بقلم: عبير نبيل محمد
✨ أنا الرسالةُ حين يَضيعُ البريد… أنا امرأةٌ من حِبرِ النار