الحرب التي تعصف بالشعوب وتغير مجرى حياة الأفراد تترك خلفها أثار عميقة لاتقتصر على الدمار المادي بل تتعداه إلى تدمير النسيج الاجتماعي والعلاقات الإنسانية،
نجد كثير من الناس غادروا ديارهم بحثا عن الأمان هذا النزوح اما داخل البلاد أو خارجها لكن ماذا بعد النزوح؟ وماذا عن العودة الطوعية التي قد تكون محفوفة بالمخاطر والتحديات
النزوح ليس مجرد انتقال من مكان إلى آخر بل هو رحلة محفوفة بالمخاطر نجد أن بعض الأسر وجدت نفسها مضطرة للنزوح أكثر من مرة بحثا عن مكان يوفر الحد الأدنى من الأمان و الاستقرار في هذه الرحلة واجه الكثيرون صعوبات جمة في سبيل الحصول على عمل في بئات غير مألوفة كما أن هنالك خلافات بدأت تظهر مع إعلان العودة الطوعية هذه الخلافات داخل الأسر حول جدوى العودة البعض يرى أنها في الوقت الحالي غير مجزية خاصة في ظل وجود مناطق غير صالحة للسكن بسبب انتشار الأمراض مثل حمى الضنك والملاريا هؤلاء يفضلون البقاء في مناطق النزوح لجهة انهم وجدوا نوع من الاستقرار على الأقل حتى تتحسن الأوضاع في مناطقهم الأصلية في المقابل نجد فرد أو أفراد آخرين داخل الأسرة يرغب في العودة إلى دياره متحملا المخاطر في المناطق الموبَوءة هروبا من المعاناة في مناطق النزوح هذا التباين في وجهات النظر أدى إلى توترات وخلافات داخل الأسرة بل وصل الأمر إلى خراب بيوت كثيرة نتيجة لعدم الاتفاق بين الزوجين أو حتى على مستوى الأبناء حول العودة أو البقاء هذه الخلافات لم تقتصر على مجرد نقاشات بل امتدت إلى تأثيرات أعمق على تماسك الأسر الزوج الذي يفضل البقاء في مناطق النزوح بينما تفضل الزوجة العودة أو العكس قد يؤدي هذا الاختلاف إلى توتر العلاقة وفي بعض الأحيان إلى الانفصال مما يعكس مدى تأثير الحرب على النسيج الاجتماعي وتظهر الحاجة الملحة لإيجاد حلول تعزز من تماسك الأسر في مواجهة التحديات نحو حلول بناءة وذلك بالعمل على تحسين البنية التحتية في مناطق إيواء النازحين ومناطق العودة كما أن العودة الطوعية وان كانت خطوة نحو إعادة البناء الا انها فتحت جروح جديدة داخل الأسر يبقى الأمل في أن تجد طريقا للتعافي والتكاتف،، أن تأهيل البنية التحتية في مناطق العودة بما في ذلك توفير المياه النقية والكهرباء والطرق وضمان توافر الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية كل ذلك يسهم في إيجاد حلول لتخطي المصاعب التي تواجة العودة كذلك تقديم المساعدات المالية للأسر لمساعدتها لإعادة بناء حياتها الاقتصادية والتنسيق بين مختلف المنظمات العاملة في مجال الإغاثة والتنمية لضمان تقديم خدمات فعالة ومتكاملة، من خلال تطبيق هذه الحلول يمكن تعزيز قدرة الأسر على تجاوز التحديات الناتجة عن النزوح والحرب والمساهمة في إعادة بناء المجتمعات بشكل مستدام