ما يُسمى اليوم بـ”فن القونات” ليس فناً ولا إبداعاً، بل مستنقع من الابتذال والانحطاط الأخلاقي. غناء هابط لا يحمل معنى، كلمات ساقطة تُردَّد بلا قيمة، وأداء قائم على حركات استعراضية خادشة للحياء العام لا علاقة له بالذوق أو بالثقافة السودانية الراسخة.
القونات قدمن نموذجاً منحطاً يستهزئ بالفن السوداني الأصيل، حولن الساحة الفنية إلى سوق رخيص للرقص والإغراء، بدل أن تكون منصة للوعي والإبداع. ما يفعلن ليس فناً، بل تجارة رخيصة تستهدف الغرائز، وتعبث بعقول الشباب وتغري المراهقين بالانحلال.
لكن السؤال: من المسؤول عن هذه الفوضى؟
الدولة التي أغمضت عينيها وتركت الإعلام والمنصات يعج بالمحتوى المبتذل.
المجتمع الذي يصفق ويطبل لهذه التفاهات.
الأسر التي استسلمت وتركت أبناءها فريسة لهذا الهبوط.
نحن أمام كارثة قيمية، ليست مجرد “غناء هابط”، بل مشروع ممنهج لتفكيك الذوق العام وتشويه صورة المرأة السودانية، عبر “قونات” قدمن أنفسهن كسلعة رخيصة للاستعراض، لا كفنانات يحملن رسالة.
المطلوب الآن ليس التنظير، بل إجراءات صارمة:
وقف هذا العبث باسم الفن.
سن قوانين تحاسب كل من يسيء للحياء العام عبر البث المباشر أو المسارح.
إعادة الاعتبار للفن السوداني الراقي الذي مثله الكبار.
إن القونات هن الوجه الصارخ للفوضى، ولكن المسؤولية لا تقع عليهن وحدهن، بل على كل من صمت أو شارك أو شجع. والساكت عن الحق شيطان أخرس.
آخر الكلام:
فوضى القونات وصمة عار، وإذا لم نتصدى لها اليوم بحزم، فغداً سنبكي على جيل بلا قيم ولا فن.