السبت, سبتمبر 27, 2025
الرئيسيةمقالاتصُنِعَ في السودان.. شندي تتحدى.. ...

صُنِعَ في السودان.. شندي تتحدى.. بقلم/ د. إسماعيل الحكيم..


أطلقت محلية شندي في زمن تتقاذفه التحديات وتُثقل كاهله الحرب، ومن إطلالة فجر جديد على ضفاف نهر النيل، حيث بادرت وابتدرت ولاية نهر النيل إقامة مدينة صناعية بمحلية شندي، لتخط سطراً من سطور الأمل في كتاب سودان ما بعد حرب الكرامة المشرق بإذن الله تعالى..
إن إنشاء هذه المدينة الصناعية فعل استراتيجي يرسم معالم النهضة الاقتصادية، ويعيد تعريف علاقة الإنسان السوداني بموارده النفيسة وأرضه البور.. فالمشروع يفتح المواعين الصناعية على مصراعيها، ويتيح فرصة حقيقية لزيادة الإنتاج والإنتاجية، وتحسين مستوى دخل الفرد بل وتمزيق فاتورة البطالة التي أنهكت شباب الوطن حيناً من الوقت..
المدينة الصناعية بشندي ما كانت ولن تكون جدراناً من طوب وحديد، بل ميدان تنافس شريف في كافة أنواع الصناعات، من الصناعات الغذائية إلى التحويلية والتعدينية. إنها ساحة تتحرّك فيها الطاقات الكامنة، وتستثمر العقول والمهارات المعطاءة ، وتحوّل الإمكانات المحلية من مواد خام إلى منتجات منافِسة تملأ الأسواق وتحقق الاكتفاء الذاتي، ثم تعبر الحدود إلى أسواق الخارج حاملة Made In Sudan في حلة جديدة.
ولعل أجمل ما في هذه الخطوة أنها تفكير خارج الصندوق وتحليق في فضاءات الإستراتيجيات الإقتصادية المفضية الي القوة والمنعة ، إنها مبادرة تتجاوز التقليد إلى الإبداع، وتنتقل من استهلاك الموارد إلى تعظيمها وتصنيعها. إنها رسالة واضحة بأن السودان لن يُبنى بالبندقية وحدها، بل بسواعد العمال، وجهد المزارعين، وإبداع المهندسين، وحلم الشباب لتكون صنع في السودان هي الحاضرة في كل محفل ومناسبة..
فالتحية لحكومة ولاية نهر النيل وهي تضع اللبنة الأولى في هذا المشروع الاستراتيجي الطموح ، والتحية لشندي التي تُهدي الوطن مدينة صناعية تليق بتاريخها ومكانتها. وهنيئاً للسودان وهو يستعيد زمام المبادرة، وينهض من تحت المؤمرات، ويمضي واثق الخطى نحو المستقبل. elhakeem.1973@gmail.com

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات