الإعلام… سلاح أخطر من الرصاص
حين تتحول المعركة إلى معركة وعي، يصبح الإعلام هو الجبهة الأولى. لكن المؤسف أن وزارة الإعلام السودانية تقف عاجزة، شبه مشلولة، تكتفي بالتصريحات الباهتة والبيانات المكررة، بينما القنوات الخارجية ومراسلوها يصولون ويجولون بلا رقيب ولا حسيب.
قنوات ضالة وأخرى استخباراتية
القنوات الضالة اليوم لا تكتفي بتزييف الحقائق، بل تتعمد نشر الأكاذيب لتشويه صورة السودان وإرباك مواطنيه. وهناك قنوات أخرى أخطر، تعمل كأذرع استخباراتية لها مهام تتجاوز الإعلام:
جمع معلومات ميدانية.
تنفيذ أجندات سياسية مرسومة.
تغذية الرأي العام الدولي بروايات مشوهة ضد السودان.
كل ذلك يتم على مرأى ومسمع الوزارة، دون أن نرى إجراءات حازمة أو حتى ردًا إعلاميًا متماسكًا.
أوجه ضعف وزارة الإعلام
يتجلى ضعف الوزارة في عدة جوانب خطيرة:
غياب الرقابة على المراسلين الذين صاروا أدوات تلاعب بالعقول.
انعدام الرد السريع على الأخبار المفبركة.
عجز كامل عن بناء خطاب وطني موحد يسبق دعاية الخصوم.
غياب التشريعات الرادعة ضد القنوات التي تمارس التضليل أو العمل الاستخباراتي تحت غطاء الإعلام.
هذا التراخي لم يعد مجرد قصور مهني؛ بل هو خيانة وطنية صريحة، لأن الإعلام في هذه المرحلة ليس رفاهية، بل سلاح يُدافع به عن الأرض والهوية والسيادة.
المطلوب الآن… لا غدًا
- إغلاق الباب أمام القنوات الضالة أو وضعها تحت رقابة صارمة.
- تأسيس غرفة إعلامية وطنية قادرة على الرد السريع وبناء سردية سودانية قوية.
- محاكمة كل من يثبت تورطه من المراسلين في التضليل أو خدمة أجندات استخباراتية.
- إطلاق قنوات وطنية بديلة تنافس إقليميًا ودوليًا، وتخاطب الرأي العام بلغة الحقائق لا بردود الفعل المتأخرة.
آخر الكلام:
وزارة الإعلام بهذا الضعف فتحت الأبواب للقنوات الضالة والاستخباراتية لتعبث بالسودان وتشوه صورته. وإذا لم تتحرك الآن وبقوة، فإن التاريخ سيكتب أنها لم تدافع عن بلدها حين كان الإعلام سلاحًا أخطر من الرصاص.