الأربعاء, أكتوبر 15, 2025
الرئيسيةمقالاتندى الحروف ...

ندى الحروف الفرصة التاريخية بقلم/ ابراهيم محمدنور

سد النهضة ليس مشروعاً عادياً، إنه فرصة السودان الكبرى التي إن ضاعت فلن يغفر له التاريخ أبداً.
نحن أمام لحظة فاصلة: إما أن نستغل هذا المشروع لصالحنا وننهض ببلادنا، أو نتركها تضيع كما ضاعت فرص كثيرة من قبل، فنظل أسرى للفقر والتبعية.
السودان هو المستفيد الأول من قيام السد، فالمياه التي كانت تغرق القرى وتدمر الزرع ستصبح أكثر انتظاماً، ما يتيح لنا زراعة ثلاثة مواسم في العام. ملايين الأفدنة غرب النيل من الجنوب حتى الشمالية تنتظر فقط أن تُمد بالماء، لتتحول إلى سلة غذاء المنطقة والعالم. هذه ليست أحلاماً بل حقائق في متناول اليد إذا تحركنا بعزيمة.
السد أيضاً سيوفر كهرباء رخيصة ووفيرة، تكفي لإنارة بيوتنا وتشغيل مصانعنا وبناء اقتصادنا من جديد. كما أن تخزين المياه في المرتفعات الإثيوبية يقلل التبخر ويزيد مكاسبنا المائية، في وقت نحن في أمسّ الحاجة لكل قطرة.
لكن الخطر الحقيقي ليس في السد، بل في التخاذل والتفريط. إذا لم تتحرك القيادة السودانية بإرادة قوية ورؤية واضحة، فسوف نخسر هذه اللحظة الفارقة، إن التفريط في هذه الفرصة خيانة صريحة للأجيال القادمة، وجريمة لا تغتفر في حق الوطن.
وليعلم الجميع أن بعض الأصوات الخارجية، وعلى رأسها مصر، لا ترى إلا مصلحتها. تُظهر غير ما تبطن، وتريد للسودان أن يكون تابعاً لا شريكاً،علينا أن نحدد موقفنا وفق مصالحنا الوطنية وحدها، لا وفق ما يريده الآخرون.
سد النهضة هو مفتاح النهضة السودانية زراعة، كهرباء، صناعة، وتنمية حقيقية. السودان اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن ينهض بقوة ويكتب تاريخه بيده، أو أن يضيع هذه الفرصة فيُكتب عليه الفشل جيلاً بعد جيل.
القرار الآن بأيدينا، فإما أن نصنع المستقبل أو نستسلم للضعف ونكرر مأساة التفريط.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات