الأربعاء, سبتمبر 3, 2025
الرئيسيةمقالاتكلام بفلوس. ...

كلام بفلوس. السفير والأمين العام يرسمان خارطة الجالية بمداد من ذهب ،،،

لا يدرى طعم الغربة إلا من تجرع كؤوسها .. وألفت نفسه سهولة الحياة .. وماتريده تأخذه هذا القليل الذى اذكره فقط وآحره وطأة على القلب واوجعه وقعا على النفس تلك الاعوام التى قضاها المواطن المغترب دون وجود جسم يحميه من مشكلات وتغلبات الغربة القاسية التى تحرق الأعصاب إلى ان جاءها الفرج المبين حينما وطأة اقدام السيد/القنصل العام تلك الأراضى الطيبة فاماط اللثام عن تلك الأوضاع التى يعيشها المواطن المغترب السودانى .. ولم يخف أسفه الشديد عن الواقع المؤلم الذى تعيشه تلك الجموع من المغتربين فى ظل غياب الدبلوماسية الشعبية .

فتوجه سعادته لاصحاب الشأن دون فتح جراح للأخوة المغتربين وجمعهم كل على حد لتتصافى القلوب وينزاح ذلك الجرح النازف من القلوب والألم الذى لا يهدأ ولا ينام .. لكن كل محاولاته باءت بالفشل وتبدلت عنده تلك الحكمة القائلة (ضاقت ولما استحكمت حلقاتها (صارت) ضاقت ولما استحكمت حلقاتها إزدادت (ضيقا) وكنا نظن من جهل إنها تفرج) ولم يطرأ على بال الكثير من المواطنين المقيمين سؤال لماذا لجأ سعادة القنصل العام والأمين العام لتكوين لجنة تسيير قوامها (سته وثلاثون عضوا) فهل هذا يعنى أن هذا التكوين جاء من باب خطط تكتيكية لتمرير أجندة لا يعلمها إلا سعادة القنصل العام بعد أن عجز فى إصلاح ذات البين بين الفرقاء .. وهنا نقول وبالفم المليان لسعادته بأن التاريخ يسجل والدبلوماسية يجب أن تكون حنكة ودراية مثلما الصحيح والصائب يصعب اخفاؤه ويستحيل نسيانه مهما طال الزمن وامتد .

ويعلم سعادة القنصل العام وأمين عام الجهاز لماذا تقاعست الجالية تلك الفترة ولم يتم تكوينها ويرجع ذلك بسبب الآراء الشخصية والمواقف السياسية .. وقد يكون أحدهم اعز الأصدقاء لبعضهم البعض فى الزمن الجميل .. وفجأة تتبخر كل تلك الذاكرة المليئة بالمواقف الجميلة وتتغير الافكار ليصبحوا يعيشون على ضفتين متقابلتين كل منهم قد أمسك بطرف ولا يتوقف الأمر عند الجفوة فى التعامل والقطيعة وإنما قد يتجاوز أكثر وأكثر .. فتتفاجأ بصديق الأمس يشن هجوما عنيفا مسلحا بالشتائم والسباب وكأن لم تجمعهم يوما من الدهر رحلة أو جلسة أو مائدة أو ذكرى جميلة لتنعكس كل هذه الأشياء على الجالية لتصبح كسيحة وجثة هامدة ليصبح المغترب ضحية مايقارب تلك الأعوام التى بلغت خمسة عشر عاما إلى أن جاء الفرج بحضور سعادة الدكتور كمال على عثمان .

الحسرة كادت أن تمزق افئدة المغتربين غيظا وألما إلى ما آلت إليه الجالية .. لكنهم كانوا على قناعة تامة بأن الجالية تحتاج لقيادات من ذوى القدرات والمواصفات المآهولة إلى أن جاء الفرج بحضور القنصل العام السفير كمال الذى تصدى هو والأمين العام بكل قوة لحل مشكلات الجالية وذلك بتكوين لجنة (تسيير) لمدة سته شهور وأعتقد أن السيد/ السفير والأمين العام قاما بدورهم كاملا وأنشاوا لجنة التسيير المكونة من خيرة أبناء السودان علما وأدبا وأخلاقا .. وبإذن الله ستواصل هذه اللجنة مسيرتها والتى ستعمل من أجل هذا المواطن المغترب وتعمل على الصدق والأمانة والوطنية والنهج العلمى والتفكير المفتوح وتحقيق المصالح العليا للمغترب السودانى .

واخيرا لزاما علينا أن نشيد بهذه اللجنة والتى ستظل وبإذن الله اليد اليمنى التى تشد من أزرهم وتقديم ماهو مطلوب فورا ودون أى تأخير حتى يصلوا بهذه السفينة إلى بر الأمان فهم اهلا لهذه الأمانة والتى وضعت على عاتقهم كفانا ماضاع فالمسؤولية تقع الان على لجنة التسيير لبناء جالية يستفيد منها المواطن السودانى المغترب وتكون رمزا للصدق والأمانة والدقة لقوله تعالى ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا ) وقوله ( إنما المؤمنين إخوة) واكتفى بهذا القدر من الحديث متمنيا للجميع التوفيق فى مسيرتهم .. والعفو والعافية من الجميع إلى حين رجوعى من رياض الخير بإذن الله لمواصلة المسيرة دون توقف إن أمد الله فى الأجال .. وكفى .

تاج السر محمد حامد

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات